أفادت وثيقة كتبها احد كبار مساعدي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير واذيع مضمونها امس الاثنين ان الملف الذي اعتمد عليه بلير في تبرير الحرب على العراق لم يتضمن اي دليل على ان بغداد كانت تمثل تهديدا، والاعلان عن الوثيقة وهي عبارة عن رسالة بريد الكتروني، ستضيف عبئا جديدا على كاهل بلير الذي أصبح يواجه فضيحة سياسية. وتعد الرسالة / الوثيقة اول دليل علني على وجود جدل داخل الدائرة المقربة من بلير بشأن قوة معلومات المخابرات التي استخدمت في تبرير حرب كان يعارضها البريطانيون. وأظهرت الوثيقة ان جوناثان باول مدير مكتب بلير اعتبر الملف حول التهديد الذي تشكله الاسلحة العراقية والذي نشرته الحكومة البريطانية في 24 ايلول / سبتمبر 2002 لاقناع الرأي العام بالحرب، ضعيف الحجة. ورد ذلك في البريد الالكتروني لمدير مكتب بلير بتاريخ 17 ايلول / سبتمبر 2002 ضمن الوثائق التي نشرت امس الاثنين في اطار التحقيق حول وفاة خبير الاسلحة البريطاني ديفيد كيلي منتحرا على ما يبدو في 17 تموز / يوليو. وكتب باول آنذاك في هذه الرسالة التي وجهها الى جون سكارليت رئيس اللجنة المكلفة الرقابة البرلمانية على اجهزة الامن والاستخبارات البريطانية والى الستير كامبل مدير المكتب الاعلامي لتوني بلير ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية ديفيد مانينغ (قبل ستة اشهر من حرب العراق) إن (الملف جيد ومقنع لمن هم مستعدون لكي يقتنعوا). ثم عرض مدير مكتب الحكومة ثلاث حجج تدعم اقواله. وكتب (اولا، ان الوثيقة لا تقدم شيئا لاثبات انه يوجد تهديد، او حتى تهديد وشيك من صدام. وبعبارة اخرى، لديه الامكانيات لكن ذلك لا يظهر ان لديه الدافع لمهاجمة جيرانه او حتى الغرب). واضاف (يجب ان نكون واضحين حين نقدم هذه الوثيقة حيث اننا لا نؤكد انه لدينا ادلة على انه (صدام) يشكل خطرا وشيكا. ما نسعى الى اثباته هو انه واصل تطوير أسلحة دمار شامل منذ 1998 وانه ينتهك قرارات الاممالمتحدة). وتابع (ثانيا، تطرح اسئلة حول العلاقات مع القاعدة). وتم اخفاء الجملة التالية في الفقرة. وخلصت الرسالة الى القول (ثالثا، لو كنت صدام لاقتدت مجموعة من الصحافيين الغربيين الى مصنع ابن سيناء او واحد من المصانع الواردة في الوثيقة لاثبات عدم وجود شيء هناك، كيف يمكننا ان نمنعه من القيام بمثل ذلك مسبقا). ويعد التحقيق الذي يقوده كبير القضاة اللورد هاتون اختبارا هاما بالنسبة لبلير الذي تدنت شعبيته بشدة بتأثير اسلوب معالجة الحكومة لقضية انتحار كيلي وفشل القوات الامريكية والبريطانية حتى الآن في العثور على اسلحة دمار شامل بالعراق بعد اربعة اشهر على الغزو.