الاغاني من امامكم والاغاني من خلفكم وعن يمينكم وشمالكم اينما تولون فالازعاج مستمر ومتوالي من الاغاني الشي لا يتبين منها صوت الالات الموسيقية من الاصوات الكمبيوترية من اصوات المطربين انفسهم، ومع ذلك فان المحطات التليفزيونية والاذاعية وبعد ان كانت وسيلة لتلقي المفيد ومالا يضرولا يزعج من الترفية اصبحت الان مجرد اجهزة مرعبة لا نكاد نقف امام احد البرامج الا وتطل علينا اغنية مزعجة ولا نكاد نتابع اخبار اليوم حتى تنتهي سريعا لمواصلة برنامج لمسابقات الاغاني ومن قناة الى قناة اغاني متشابهة لا فرق بينها الا في شكل المطرب ونشكر علينا تلك الاغنيات طوال اليوم حتى نرى الوحدة منها لاكثر من خمس مرات في اليوم وكأنها جرعة يومية لشد الاعصاب المؤدي للجنون وعموما والاهم من كل ذلك ما تأثير تلك الاغنيات الماجنة بما تعرضه على ابنائها واطفالنا من كلا الجنسين. وهل ستكون الاجيال القادمة (والتي تربت على الفيديو كليب) تحكمها مبادئ وقيم مختلفة عما عرفناه او انه لن يكون هناك اي قيم ومبادئ يحتكمون لها. اقتراحات الجمهور في احد الاجتماعات النسائية كان الحديث يدور حول ما طرح جديدا من اغاني الفيديو كليب والسخافات التي تدور حولها حبكة كل اغنية وهنا اشارت احداهن، انها تشعر. وكان الشيطان يقف دوما فوق جهاز التليفزيون فكل القنوات تغني بازعاج ممل حتى فقدنا السيطرة على اعصابنا مما نراه ونسمعه وقد طالبت ان تقوم ثورة على الفيديو كليب. حيث تقول الانسة لينا: الصداع اصبح مزمنا وانا لا اريد اغلاق جهاز التليفزيون والامتناع عنه بحيث اصبح منعزلة عن العالم ثقافيا من اجل سيطرة الفيديو كليب عليه، ولكني اضطر كثيرا لاغلاقه لمجرد الراحة او لتخفيف حدة تأثيره على اخواتي المراهقات اللاتي يتابعن مثل تلك الاغنيات ويتأثرن بها ايضا. فانا ارى الاعجاب الصريح والمبطن في نظراتهن لمطربة معينة او للراقصات المرافقات وعموما. لابد من المطالبة باحترام اذواق الجميع فلابد من التخفيف من عرض الاغاني وتعويضنا بالبرامج الغنية بمحتواها الفني والثقافي. النفسيون والدور الريادي اعتقد ان نسبة الضرب التي يتلقاها المشاهدون وخاصة المراهقين منهم تختلف من فرد لآخر تبعا للخلفية الثقافية والتربوية والدينية لكل منهم ومع ذلك نستطيع التأكيد على ان هناك اثارا سلبية عامة توجد في مجتمعنا اسلوبا اخلاقيا غير محبب ولا يتناسب مع عادتنا وقيمنا الاجتماعية والدينية. هذا ما اشار اليه الدكتور حامد زهران استاذ الصحة النفسية وقد افادنا الدكتور بقوله ان مرحلة المراهقة او الشباب تعتبر مرحلة الارشاد التربوي وهي مرحلة انتقال حرجة تبدأ بالبلوغ الجنسي الذي يصاحبه تغيرات جسمية وانفعالية واجتماعية. وهذه المرحلة تعتبر مفصل واصل بين مرحلة اللا نضج في الطفولة والنضج في الشباب وهنا تتضح الحاجة الملحة للارشاد والتوجيه في هذه المرحلة. وعليه اشار الدكتور حامد الى اهمية الارشاد ويكون في هذه الحالة عن طريق الارشاد الجماعي ولابد من تضافر جهود القوى الاعلامية مع الارشاد العائلي لكي يتم تأمين سلامة مجتمعاتنا من تلك المؤثرات وخاصة الغريبة عنها ويتضمن الارشاد عدة نواحي اهمها الارشاد التربوي والارشاد الصحي والعلاجي والارشاد الديني والارشاد المهني. وكل ذلك من الممكن تحقيقه بتوافر البرامج الاعلامية المؤثرة والتي تضمن التوازن بين ما يعرض من برامج واغاني هابطة وبين ما هو صحيح حتى نضمن سلامة ابنائنا من التأثيرات الغير مرغوبة. مسئولون ومراهقون لا يأتي التأثر مما يعرض بوسائل الاعلام ومباشر على المتلقي ولكن كثرة الالحاح قد تقود الى الاسوأ وحول مدى تأثر الابناء من الاطفال والمراهقين بما يعرض من حكايا الفيديو كليب كان لنا هذه الروايات. تقول السيدة ام راكان البنات المراهقات اكثر تأثرا بما يعرض واعتقد ان الشعر الاشقر. وبنطلون وحزام مشكلني هو اسوأ ما واجهناه نحن الامهات والمشكلة ان الاسواق تجاري الاحداث وتوفر كل ذلك لذلك معظم ساعات التسوق التي اقضيها مع ابنتي تكون في شجارات لرغبتها بتلك الاشياء المزرية ولكني امنعها والمشلكة انها استطاعت جلبها عن طريق الصديقات. دانية السلطان 17 أمي لا تسمح لي بتاتا باختيار بعض الملابس التي ارغب بها كونها وعلى حد قولها هي تقليد لممثلات خارجات من الحشمة. مع انها الموضة السائدة لذلك اعاقبها بشراء ملابس غالية جدا بالاسلوب الذي يعجبها، وعموما انا لا اقلد المطربات ولكن ملابسهن وطريقتهن هي الموضة السائدة. السيدة نوال. ابنتي عمرها سنة وشهرين فقط لا ترضى ان ترقص الا على اغنية ولو سمعتها وهي في غرفة اخرى جاءت تركض لتقف امام التليفزيوين مشدوهة وتبدأ بالرقص وهي تتابع الاغنية باهتمام. لذلك انا مستعدة بالكتب الخاصة لكيفية التعامل مع المراهقين من الان تحسبا لما يمكن ان يبدر من جيل (الأغاني ) مستقبلا. الانسة هيفاء: دخلت فجأت على بنات اخواتي لاجدهن يتبارين في تقبيل صور مطربات وممثلات وكل واحدة منهمن تعدد مزايا من تحبها اكثر من المطربات. وعندما ابديت استيائي من اعجابهن بهؤلاء بدأن يتضاحكن وكأنهن امام جاهلة. لذلك جمعتهن في جلسة هادئة وحاولت اقناعهن بأن سلوكهن خاطىءإذا قلدن الممثلات والراقصات والقيم التي يعيشون على اساسها. وقد اثر ذلك فيهن كثيرا ولكن بشكل تدريجي والنهاية جاءت معقولة جدا فهن يتابعن لمجرد المتابعة دون التأثر بما يعرض.