هل الانتماء الوطني مجرد شعار يمكن من خلال تبنيه تحقيق بعض المكاسب الشخصية، وهل الانتماء الوطني مجرد وثيقة يحملها المواطن لتأكيد ذلك رسميا دون استعداد لتحمل ما قد يترتب على هذا الانتماء من التزامات وواجبات اقلها التصدي لكل ما يسيىء الى الوطن وحماية مكاسبه، وصيانة انجازاته، والمشاركة في بنائه بحب واخلاص. ومن ابشع مظاهر التنكر لفضل الوطن على المواطن، ومن أسوأ علامات الكفر بالنعم.. ان تأتي الاساءة للوطن على ايدي من ينتمون اليه اسما، ويتجردون من مسئولية هذا الانتماء فعلا وممارسة وسلوكا. واذا اسيىء للوطن على ايدي الاجانب فتلك مصيبة، لان مجرد الاساءة تعتبر حالة لابد ان تستنفر لها كل القوى والامكانيات لردها، ودفع أذاها، لكن المصيبة الاعظم ان تصدر هذه الاساءة من فئة محسوبة على الوطن، انشقت على الاجماع، وانحرفت عن جادة الصواب، واختارت الوقوف مع الاعداء في خندق التآمر على الوطن والمواطن، وقد اختار بعض المنشقين طريقا وعرة لتأكيد عدائهم للخير والامن، ليبثوا سمومهم عبر بعض الفضائيات العربية المعروفة بعدائها الساخر لهذا الوطن حكومة وشعبا، وبهذا السلوك المشين، يقدم هؤلاء المنشقون والمضللون خدمات لاتحصى، لاعداء الامة والدين، الذين يوجهون سهامهم الى هذا الوطن باعتباره الحصن المنيع للاسلام، والملاذ الآمن لكل من يحارب التطرف، ويتصدى للارهاب، من ابنائه البررة، المتفانين في حبهم واخلاصهم لهذا الوطن العزيز، والذين يجدون في ذلك التطرف والارهاب وسيلتين مدمرتين لكل قيم الخير والامن، ومسيئتين لكل انجازات الوطن ومكاسبه، بل هما وسيلتان من وسائل التعبير عن خيانة الوطن والمواطن. وجاء مبدأ الحوار الوطني ليؤكد الانتماء لدى كل مواطن صالح، من خلال الحوار الواضح الصريح حول كل القضايا ذات العلاقة بحاضر ومستقبل هذا الوطن، وليتيح لكل من في قلبه مرض فرصة العودة الى رحاب الانتماء الوطني، بالمناقشة الرزينة والاقناع المستقيم، بعيدا عن التشدد والانفعال والتشنج، وتشويه الواقع. ولن يكون الانسان في سلام مع نفسه ، مالم يكن في سلام مع من حوله. لان الاحقاد والضغائن تدمر اصحابها قبل ان تدمر احدا غيرهم. فلا بد ان يكون امن الوطن وازدهاره وسلامة المواطنين وطمأنينتهم الهدف الاسمى للجميع، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.