قال الكاتب الصحفي والسينارست المعروف صبري موسى أن مولده في مدينة دمياط أثر في شخصيته تاثيرا كبيراً، مضيفاً لقد كان والدي يعمل بالتجارة في مصيف راس البر الذي يقع في نهاية فرع النيل وكان هذا المكان عبارة عن مسطح رملي عال يمكنك ان ترى من خلاله امتداد البحر بمنتهى الوضوح على الشاطيء الآخر المقابل لشاطي النهر واختزنت ذاكرة الطفولة لدى الاف الصور لعمليات بناء المساكن والاسواق في بداية الصيف وتخزينها في نهايته وساعدت هذه الطبيعة الساحرة بشكل كبير في تكوين مزاج يميل إلى التأمل والفن في شخصيتي وايضا كانت الطبيعة الفنية بعناصر العمل تساعد بشكل كبير على منح شخصيتي نوعا من النضج المبكر حيث شاركت في الدخول إلى عالم الزراعة والنجارة والصيد. ويضيف صبري * كان حب القراءة في سن الطفولة هو الذي وجهني نحو قراءة الادب بشكل خاص فالتهمت كل ما كانت تقع يداي عليه من اعمال ادبية لكبار الكتاب المصريين والعالميين مثل بلزاك وهوجو وتولستوي سوجوركي والكسندر دوماس وتشيكوف وغيرهم وكنت في تلك المرحلة اسجل خواطر اقرب إلى الشعر وظننت انني سوف اكون شاعرا حتى بدأت في كتابة القصة القصيرة التي استفدت في كتابتها من تلك المرحلة التي كنت اكتب فيها النثر الشعري حيث اكتسبت لغتي القصية الايقاع الشعري للجملة والحرص على انتقاء الكلمات. وفي بداية الخمسينات بدأت في نشر بعض القصص القصيرة في مجلات الرسالة الجديدة ومجلة القصة ومجلة التحرير وروزاليوسف وجريدة الجمهورية وغيرها. وعن الشعر يقول صبري لم يكن شعرا خالصا ذلك الذي كتبه ولكنه كان ارهاصات كتابة ادبية فنية ولا يمكنك ان تقول انه كان شعرا بالمعنى المفهوم للشعر، أما الرسم فقد كنت امارسه كهواية وحرفه في نفس الوقت حيث عملت في بداية حياتي العملية مدرسا للرسم وبدأت امارس الزخرفة والرسم كمهنة وليس كهواية فقط ولكن تلك المرحلة انتهت بدخولي عالم الرواية والقصة. * اما السينما فقد بدأت رحلتي فيها حين كنت اقوم برحلات صحفية في الصحراء والواحات والبحيرات وغيرها حيث كنت اقوم إلى جانب الكتابة عن المكان بتصويره بكاميرا سينما ثمانية مللي وكنت اقوم بعمل المونتاج السينمائي لهذه الافلام بنفسي ولعل تلك المرحلة الهامة في حياتي هي التي جعلتني وثيق الصلة بعالم السينما حين بدأت في كتابة السيناريو والحوار السينمائي وجعلتني اتميز فيه. * مضيفاً مما لاشك فيه ان السينما عالم رحب ولغة فنية خاصة في مزيج من فن الموسيقى والكتابة والتمثيل والاخراج ويخرج هذا المزيج على شاشة السينما بشكل خاص ولعل سر السحر في السينما هو مقدرة الفيلم على الوصول إلى متلقي قد لا ي صل اليه الاديب فهنا السينما تحمل وثيقة تواصل وشهرة اوسع للاديب قد لا يصل اليهما مع العديد من الكتب ولكنه قد يحصل عليهما مع فيلم واحد ناجح وانا بشكل خاص اعتبر ان كتابة السيناريو نوع خاص من الكتابة الادبية ولكنك من خلاله تحاول ان تكتب بشكل تراعى فيه وجود لغة اخرى غير لغة الكلمة وهي لغة الصورة فانت في كتابة السيناريو تكتسب اذا لغة اضافية على اللغة الادبية ولا شك ان كأديب استفدت من السيناريست من الاديب اللغة الرشيقة والبسيطة والمعبرة والغير مسطحة والتي تحمل في دلالته ا تعبيرا جيدا وغير ساذج. وبين الكتابة والصحافة والسينارست يقول صبري على الرغم من حبي الشديد للمهن الثلاث الا انني بالطبع افضل صفة الاديب اكثر من أي صفة اخرى حيث كانت القصة والرواية هي الهواية الاولى والاخيرة لدى واعتقد انها هي الاساس مستدركاً أن الاديب لم ينفصل عن الصحفي او عن السيناريست.