سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تدشين المرحلة الاولى من مشروع خط الغاز العربي تبدأ بإسالة الغاز المصري من العريش الى العقبة مرورا بطابا المرحلة اللاحقة سوريا ولبنان فقبرص وتركيا ثم اوروبا
اعتبر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني و الرئيس المصري محمد حسني مبارك تدشين مشروع خط الغاز العربي خطوة هامة في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك. واكد الزعيمان عقب افتتاحهما مشروع الغاز العربي الاسبوع الماضي في كل من طابا والعقبة ان المشروع يؤسس لعلاقات اقتصادية اكثر قوة ومتانة بين البلدين والدول العربية الاخرى. واشاد مبارك وعبد الله الثاني خلال احتفالين في طاباالمصرية والعقبة الاردنية بما يعتبر نموذجا نادرا للتعاون الاقتصادي بين الدول العربية التي ما زالت التبادلات فيما بينها متدنية للغاية بسبب العوائق الجمركية والادارية. وينقل الانبوب الغاز الطبيعي المسال من البحر الابيض المتوسط مرورا بمدينة العريش الى طابا المنتجع الصغير الواقع على البحر الاحمر. ويمر الانبوب تحت البحر على مسافة 15 كلم امام ايلات قبل ان يظهر في العقبة في الجانب الاردني. وسينقل الانبوب 1،1 مليار متر مكعب في السنة من الغاز الطبيعي الى الاردن حيث ستكون محطة العقبة الحرارية الاولى التي تستفيد منه بعد ان عملت شركة "الستوم" الفرنسية على ابدال زيت الوقود بالغاز لتوليد الكهرباء. وتعتبر مصر بين اول عشرين منتجا للغاز في العالم حيث يقدر احتياطيها من الغاز الطبيعي ب165 مليار متر مكعب. وقال خبراء شاركوا في حفل طابا ان شبكة تصدير الغاز ستكون من ابرز المشاريع الاقليمية للتعاون في مجال الطاقة وتاتي في وقت تتصاعد فيه المطالبة باقامة سوق عربية مشتركة، وقد تم التوقيع على مشروع انبوب الغاز في يونيو 2001. ويبدا الجزء المصري من الانبوب (250 كيلومترا) من العريش (شرق) وصولا الى مرفأ العقبة وتبلغ مسافة الانبوب تحت البحر 16 كلم. وتفيد التقديرات الرسمية ان كلفة تشييد هذا الجزء من الانبوب تبلغ 200 مليون دولار.واوضح مسؤولون مصريون ان عملية تشييده تمت بتمويل من الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومن جانب اخر اصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما تشريعيا يقضي بتصديق اتفاقية انشاء الهيئة العربية للغاز وتأسيس الشركة العربية لنقل وتسويق الغاز الطبيعي الموقعة في القاهرة من قبل المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية. وبتدشين المرحلة الاولى من مشروع خط الغاز العربي، يتم البدء باسالة الغاز المصري من العريش الى العقبة مرورا بطابا وفي مرحلة لاحقة الى سوريا ولبنان فقبرص وتركيا ثم اوروبا. ويتوقع المسؤولون المصريون ان تصل عائدات بلادهم من خط الغاز العربي خلال العام الاول الى 70 مليون دولار ترتفع تدريجيا لتصل في العام الخامس الى نصف مليار دولار فيما يتوقع المسؤولون الاردنيون ان يصل وفر الاردن خلال السنوات العشر الاولى من المشروع الى نصف مليار دولار فضلا عن الاثر البيئي الايجابي الناتج عن استبدال زيت الوقود بالغاز. وفي هذا الاطار قال وزير البترول المصري سامح فهمي ان خط الغاز العربي الذي تم تنفيذه في زمن قياسي هو نقطة تحسب لصالح الدولتين سياسيا لان المشروع من اهم مشاريع التعاون الاقتصادي العربي وقد ادى توفر الارادة السياسية لدى الجانبين الى انجاز هذا المشروع الضخم الصعب التنفيذ بسبب الطبيعة الطبوغرافية المتفاوتة الوعورة والقاسية خلال فترة قياسية وبكلفة اقل من المتوقع. وبدئ العمل بهذا المشروع في حزيران 2000 حيث تم تمويله بكلفة بلغت 200 مليون دولار بقروض ميسرة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي. وشملت المرحلة الاولى من المشروع انشاء خط انابيب بري بطول 248 كيلومترا وقطر 36 بوصة من منطقة العريش على البحر المتوسط الى شاطىء خليج العقبة جنوب طابا وتلاه انشاء خط بحري من جنوب طابا الى ميناء العقبة الاردني بطول 16 كيلومترا وعلى عمق في مياه خليج العقبة يصل الى 850 مترا. وتولت شركة غاز الشرق المصرية تنفيذ المرحلة الاولى من المشروع في حين قامت شركة "اول سيز" الهولندية باعمال المقاول المنفذ للخط البحري. وتوقع الوزير المصري ان تكون المرحلة الثانية من المشروع سريعة لسهولة طبيعة الارض مقارنة مع جبال طابا واكتساب الشركة المصرية المنفذة الخبرة اللازمة لاتمام العمل. من جانبه قال وزير الطاقة محمد البطاينة ان المرحلة الثانية من خط الغاز العربي التي ستربط بين العقبة ومحطة رحاب شمال المملكة على بعد 24 كيلومترا من الحدود السورية ستبدأ قريبا بعد ان تم الاعلان عن تأسيس شركة فجر الاردنية المصرية الاماراتية المشتركة التي فازت بالعطاء من خلال مناقصة عالمية اعلنتها الوزارة العام الماضي بكلفة تصل الى240 مليون دولار. وتشمل المرحلة الثانية المتوقع الانتهاء منها في منتصف عام 2005 انشاء خط لنقل الغاز المصري داخل الاردن بطول 370 كيلومترا وتغذية محطات الكهرباء وسط المملكة وشمالها بالغاز الطبيعي اضافة الى انشاء محطة لضواغط الغاز ونظام تحكم آلي متطور . اما المرحلة الثالثة من المشروع فتشمل انشاء الشركة العربية لنقل وتوزيع الغاز ومقرها دمشق وكذلك انشاء الهيئة العربية للغاز ومقرها بيروت ليتم بعد ذلك انشاء خطوط تمتد شمالا من الحدود الاردنية السورية الى الحدود السورية التركية ثم غربا الى بانياس السورية وطرابلس اللبنانية. وحضر حفل التدشين في طابا والعقبة بمعية الزعيمين رئيسا وزراء البلدين علي ابو الراغب وعاطف عبيد ووزير البلاط الملكي الهاشمي فيصل الفايز ووزيرا الخارجية مروان المعشر والطاقة والثروة المعدنية محمد البطاينة ومن الجانب المصري وزيرا الاعلام صفوت الشريف والبترول سامح فهمي والسفير الاردني في القاهرة والمصري في عمان وعدد من كبار المسؤولين في البلدين الشقيقين.