يدشن الرئيس المصري محمد حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اليوم مشروع خط الغاز العربي والذي يعتبر اكبر مشروع تكاملي عربي في العصر الحديث نظرا لنتائجه على اقتصاديات المنطقة على المدى القصير والطويل. ويتم اليوم تدشين المرحلة الاولى من المشروع و هي نقل الغاز الطبيعي المصري من طابا الى محطة العقبة الحرارية بالاردن، تليها مرحلة نقل الغاز الى ميناء بانياس السوري على البحر المتوسط مرورا بالاراضي الاردنية والسورية ثم إلى مصفاة الزهراني في لبنان عام 2005 ، وبعد ذلك الى قبرص في عام 2006 ثم الى اوروبا عبر تركيا بتكلفة اجمالية تبلغ مليار دولار. وكان الجزء البري داخل الاراضي المصرية من خط الغاز العربي الذي يربط بين مدينتي العريش على البحر المتوسط وطابا على خليج العقبة تم انجازه في يناير الماضي ويبدأ الجزء المصري من الانبوب وطوله 250 كيلو مترا من العريش، ويعبر البحر الاحمر وصولا الى ميناء العقبة. ويقدر الاحتياطي المصري من الغاز الطبيعي بحوالي 165 مليار متر مكعب سيتم نقل جزء كبير منه عبر خط الغاز العربي. وفاز الكونسورتيوم المصري (ايست غاز الجيبشين كامباني) والمكون من اربع شركات هي القابضة للغازات الطبيعية والمصرية للغازات (جاسكو) وانبي وبتروجيت بعطاء تشييد المرحلة الثانية من انبوب الغاز العربي داخل الاراضي الاردنية والذي يهدف الى نقل الغاز الطبيعي المصري وفقا لنظام (التشغيل ونقل الملكية) لفترة قصوى هي اربعون عاما وذلك بتكلفة ربع مليار دولار بطول 370 كيلومترا حتى الحدود السورية. ويعد هذا المشروع اكبر عمل لشركات مقاولات مصرية خارج مصر حيث تبلغ تكلفته ربع مليار دولار وينفذ بنظام (التشغيل ونقل الملكية). وكان نجاح الشركات المصرية في تنفيذ المرحلة الاولى من خط الغاز العربي دافعا قويا لفوز كونسورتيوم الشركات المصرية في المناقصة العالمية لتنفيذ مشروع المرحلة الثانية من خط الغاز العربي من ميناء العقبة الى مدينة الرحاب الاردنية على الحدود السورية. وينقل انبوب الغاز المصري الاردني 1.1 مليون متر مكعب في العام من الغاز الطبيعي الحالي من مصر الى الاردن. ويعد خط الغاز العربي اكبر مشروع تكاملي عربي في العصر الحديث، حيث ستنمو العديد من الصناعات على جانبيه وبما يوفره من فرص عمل هائلة.