عزيزي رئيس التحرير بدون التحايل على الكلمات اقول ان الوطن ليس شعارات تردد ولا اغنية نترنم بألحانها دون احساس انه انتماء ووجود الوطن كينونة الفرد وهويته المحددة عبر خارطة الحياة. الوطن مشاعر عشق تولد مع الانسان لا يختارها لكنه على استعداد ان يضحي من اجلها بآخر قطرة من دم!! ولكن ماذا لو كان الانسان ضد وطنه؟ وكيف يكون كذلك؟ انه المتكوم على ذاته الذي كلما اقبل عليه الوطن احتضانا ابتعد عنه موغلا في عالم من الشر. حيث كل معنى للحياة يغتاله بالموت وكلما اهداه وطنه فرصة لقمع الشر في ذاته زاده ذلك اصرارا على رغبة التدمير. لذلك سنقتحم الاشياء لعلنا نعرف من اين امتد شريان الالم؟ وكيف واتتك الشجاعة ايها الانسان لتحيك حروف المؤامرة وضد من؟ ضد وطنك الذي هو انتماؤك ودمك الساري في العروق ام تتوقف لتدرك انك تحيك المؤامرة ضد نفسك اولا؟ الم تدرك ان وراء انقاض الدمار التي تخلفها اما تبكي.. وابا يرثي عارك؟ واسر كنت انت السبب في ثكل نسائها ويتم اطفالها.. ولكن اولئك الذين رحلوا كانوا يدافعون عن الوطن بصدق واخلاص مثلهم كمثل المجاهد في سبيل الله لذلك هم احياء عند ربهم يرزقون فلقد رحلوا وسجلهم التاريخ ابطالا في الوقت الذي تخطط فيه انت كيف تغتال وطنك فلا تستحق سوى ان ترمى من ذاكرة الحياة والتاريخ لانك خائن لنفسك اولا ولوطنك وأرضك ومن الذين نسوا الله وغاب ذكرهم عن قلوبهم فغدوا يعيثون في الارض فسادا. ماذا تريد؟ والى اين تريد ان تصل اي مسوغات تذكرها لتشفع لك لتبرئ ساحتك انظر من حولك لترى الذين يضحون من اجل وطنهم في الوقت الذي يجب عليك ان تحمد الله على نعمة الوطن وتشمر عن ساعديك دفاعا عنه ضد اي خطر يحدق به تكون انت المدمر وانت من يعبث بأمنه!! تخيل الحال لو عاد الزمن قبل قيام الموحد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود بنهضته لتوحيد شبه الجزيرة العربية... عد الى التاريخ واقرأه جيدا انظر ما كانت تعاني منه شبه الجزيرة من السلب والنهب والغارات وعدم الامان الى ان قامت نهضة التوحيد المباركة التي جعلت المملكة العربية السعودية شامخة وهي تتوسط العالم وتتباهي بعظمتها وكونها بلاد الحرمين ومهبط الوحي.. وقد ارسى فيها الملك عبدالعزيز وابناؤه من بعده دعائم الامن والامان ليغفو المواطن امنا على نفسه وماله وعرضه.. ولك ان تدرك انك مهما فعلت ولاي الغايات لن تستطيع ان تأتي بحجة ولن تهز دعائم هذا الوطن لانها راسخة لا تزيدها الشدائد الا صلابة وقوة وايمانا. وهنا كلمة شكر نوجهها الى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز على ما يبذله من جهود في ترسيخ الامن في ظل التوجيهات الرشيدة من خادم الحرمين الشريفين ملكنا وقائد نهضتنا الملك فهد بن عبدالعزيز! ودمت ايها الوطن.. سليما من كل سوء. بقلم نسيمة بن عبدالله