صدق المثل الشعبي القائل " الضنى غالي" .. فإذا كان الابن عاقا .. لصا .. وسرق جميع أفراد الأسرة للإنفاق على المخدرات .. يعتدي على أشقائه .. هل يقتله الأب ؟ .. أم يعذبه .. ما فعله جزار يقيم بمنطقة الوراق دليل قاطع على مكانة الأبناء الغالية.. فقد جلس الجزار بجوار جثة أبنه بعد أن قام بقتله صعقاً بالكهرباء يبكي بشكل هيستري .. لأنه لم يقصد قتله مع أنه يستحق القتل. أوثق الأب ابنه بالحبال وأراد تهديده فأمسك بكابل كهرباء وأخذ يضرب ابنه في حين أن الابن لا يبالي بما يصنع الأب فأخذ يضحك .. فقام الأب بتوصيل الكهرباء إلى جسد ابنه ليموت في الحال .. ثم يتوجه الأب ويدعى محمد سيد عبد الرازق (51 سنة) إلى قسم شرطة الوراق بشمال الجيزة ويطلب مقابلة المقدم عبد الحميد أبو موسى رئيس المباحث .. ويدخل الجزار حجرة ضابط الشرطة ليبلغه بأنه قتل ابنه سيد " 19 سنه " صعقاً بالكهرباء .. أجلسه رئيس المباحث وطلب منه أن يحكي الواقعة .. فقال الأب ودموعه تسبق كلماته .. ابني سيد قتلته بيدي لأنه دائم التعدي على أشقائه وعلى أيضاً .. ولأنه مدمن .. فقد أعتاد سرقة نقودي فإن لم يجد نقود .. يسرق أي ماشية عندي ويبيعها ويشتري بثمنها مخدرات .. فقد سرق مني أكثر من مرة خروفا ومرة أخرى اشترى ماشية من أحد التجار باسمى وباعها وأنفق النقود علي المخدرات وقمت أنا بتسديد ثمنها للتجار .. أشتكى منه جميع التجار لقيامه بالنصب عليهم وسرقة نقودهم .. وسرق مصوغات شقيقته الكبرى وتعدي عليها بالضرب أكثر من مرة .. فقرر الأب تأديبه وفي المساء قام الأب بتوثيق ابنه بالحبال وأمسك بكابل كهرباء وانهال به ضرباً عليه ليعذبه وحتى يمتنع عن السرقة والمخدرات والابتعاد عن أصدقاء السوء. فلم يبال الابن بما يفعل الأب بل أخذ يضحك بشكل هيستري ويضرب رأسه في الحائط ثم قام والده بصعقه بالكهرباء حتى مات وبعد موته جلس الأب بجوار الجثة يبكي بشكل هيستري.. ثم توجه إلى قسم الشرطة ليبلغ بالحادث. طعم الحلال داخل قسم شرطة الوراق بالجيزة غرب القاهرة.. التقت " اليوم " بالمتهم محمد سيد عبد الرازق " 51 سنة " والمتهم بقتل ابنه سيد " 19 سنة " .. قال : أنا أعمل جزارا منذ زمن طويل ومنذ أن تزوجت ورزقني الله بابني الأكبر سيد وأنا لا أعرف إلا طعم الحلال .. عشت حياة كريمة فوالدي أيضاً كان جزارا ويحرص على تربيتي أحسن تربية وكذلك أنا حرصت على تربية أولادي أحسن تربية ولكن ابني سيد عندما تعرف على أصدقاء السوء وهو في المرحلة الإعدادية من التعليم.. فشل في دراسته.. وترك المدرسة.. بعدها حاولت جاهداً أن أعلمه مهنة الجزارة وأجلسته معي في المحل الخاص بي لكنه كان يسرق النقود ليشتري بها البانجو .. وعندما قمت بمنعه من البيع للزبائن وكنت أنا الذي أبيع للزبائن وأمسك الفلوس معي .. ترك ابني المحل وتوجه إلى تاجر مواش كنت أتعامل معه واشترى منه ماشية وباعها لأثنين في وقت واحد وسددت أنا ثمنها للتاجر وارجعت نقودا لآخر أشترى الماشية ورفض ابني أن يعطيها له وسلمها لآخر .. تعددت الشكاوي منه من التجار .. حاولت بكل السبل أن أبعد ابني عن طريق المخدرات لكني فشلت .. وعندما سرق ابني مصوغات شقيقته مني الكبرى أبلغت عنه الشرطة وحررت محضراً ضده وبعدها تنازلت لأنه ابني ومثلما يقولون " الضنا غالي " .. ويبكي عم محمد والدموع تنهمر من عينه والله لم أقصد أن أقتله فهو ابني وفلذة كبدي .. ويكمل ويقول : وبعد التنازل عن المحضر اصطحبت ابني إلى منزلي وفي المنزل ضربته ضرباً مبرحاً حتى أقسم لي بأنه لن يعود إلى المخدرات ثانية أو إلى السرقة .. وقبل الحادث بيوم فوجئت بسرقة خروف من " الزريبة " واكتشفت أن ابني باعه لتاجر وأنفق الفلوس على المخدرات وعندما عاتبته والدته وشقيقته تعدى عليهما وضرب شقيقه أحمد " 17 سنه " حتى تسبب في كسر قدمه. وفي يوم الحادث .. أمسكت ابني وتوجهت به إلى المنزل وهناك أوثقته بالحبال وأمسكت بكابل كهرباء لأضربه به وأؤدبه به .. لكنه لم يبال وضرب رأسه في الحائط أكثر من مرة وهو يضحك فأوصلت جسده بالكهرباء ومات فجأة .. وتركنا عم محمد يبكي وهو يردد: لم أقصد أن أقتل ابني يا ناس .. وتتم أحالته للنيابة التي تأمر بإخلاء سبيله بكفالة 500 جنيه وسدد الجزار الكفالة وخرج ليلحق بأبنائه الباقين .