يضحكني كثيرا تعمد بعض الفتيات للرقص في حفلات الزواج بين جمهور النساء بكل تفنن في حركات الرقص وكذلك المشي الاستعراضي بينهن مع لبس الملابس الملفتة للنظر بتصميماتها غير المألوفة اجتماعيا مما وفد الينا من الغرب مع قصات الشعر الغريبة كل ذلك بقصد لفت انتباه واهتمام النساء الحاضرات اليهن من اجل خطبة احداهن لاحد ابنائهن وما يدرين ان المرأة العاقلة لن تقبل لابنها المتعلم بفتاة جريئة وقليلة الحياء والادب بهذه الصورة التي ظهر بها اولئك الفتيات وهن يمارسن الرقص بكل جرأة امام لفيف من النساء بلباس كاشف ولافت للانتباه بل ستزدريها وتستنقصها وتستجهلها وستبحث عن الفتاة المتزنة والهادئة والمؤدبة التي يصطبغ وجهها بمكياج الحياء فهي الجديرة بالاختيار من بين هذا الجمع الانثوي الكبير تلك الفتاة التي يبشر ارتباطها المصيري بابنها المتعلم والمثقف بحياة زوجية ناجحة بكل المقاييس تضمن للزوجين العيش في هناء وسعادة وتوافق نفسي دائم. وعن المكياج لا تسأل كيف تهتم بعضهن باستعمال احدث واجود مستحضرات التجميل وكريمات تنضير البشرة وتبييضها واخفاء تجاعيدها وتنعيم شعر الرأس وتلوينه وتسريحه ومتابعة احدث خطوط الموضة من موديلات الملابس الجديدة بمختلف انواعها وكذلك الجواهر والعطور والحقائب اليدوية الانيقة الى غير ذلك من لوازم الاناقة التي تبرز لها اجمل مظهر ولكن لا تتوقف لحظة لتسأل فيها نفسها عن زينة اخرى عديلة لهذه الزينة لا تنفصل عنها وهي الزينة الجوهرية التي من الاولى ان تهتم بها قدر اهتمامها بزينتها المظهرية وذلك بالتزود بالثقافة العامة وبخاصة الادبية والاطلاع الدائم على الجديد في مجال المعرفة الى جانب حضور النشاطات الثقافية والتربوية والدينية وغيرها ومجالسة المثقفات الخيرات من نساء المجتمع ومتابعة الاصدارات العلمية الجديدة بنفس اهتمامها بمتابعة جديد الموضة التي تزيدها جمالا في الشكل والمضمون وتلفت اليها الانظار وتحبب اليها النفوس وترغب فيها الخطاب ان كانت غير متزوجة ذلك لان الرجل المثقف لا يهمه مستوى اناقة المرأة بقدر ما يهمه مستواها الفكري والثقافي وزينتها الاخلاقية التي تضمن له السعادة والهناء والراحة النفسية وبناء افراد الاسرة على افضل المفاهيم التربوية وامثلها بما يجعلهم اسوياء الشخصية وناجحين في حياتهم وقادرين على مواجهة متطلباتها وتحدياتها بكل اقتدار مصداقا لقول الشاعر احمد شوقي: ==1== الأم مدرسة إذا أعددتها==0== ==0==أعددت شعبا طيب الأعراق==2== عبداللطيف الوحيمد