فيما طلبت واشنطن من متمردي الحركة من اجل الديموقراطية في ليبيريا الانسحاب من مونروفيا العاصمة الى ما وراء الخط الفاصل الشمالي، واصل المتمردون تقدمهم باتجاه شرق العاصمة وخصوصا في اتجاه جسر بوكانان (100 كلم شرق العاصمة)، كما قال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أمس نقلا عن مصادر عدة. وعلقت الولاياتالمتحدة قرار دخول قواتها الى ليبيريا برحيل الرئيس تشارلز تايلور. ونقل عن رجال أعمال من منطقة بوكانان قولهم إن المعارك اندلعت قرب المدينة، ثاني اكبر ميناء في ليبيريا. وتحدث مصدر دبلوماسي غربي من جهته عن انباء موثوق بها ولكن غير مؤكدة كليا، تشير الى وقوع معارك في محيط بوكانان. وقال المتحدث العسكري باسم الحركة من اجل الديموقراطية في ليبيريا الجنرال بوا بلوجو بوا ان قوات التمرد في وضع استعداد للدفاع وان جنود الرئيس تشارلز تايلور هم الذين هاجموا مواقعنا حول بوكانان يوم الجمعة. وقال هدفي هو احترام وقف اطلاق النار ولكن اذا ما هاجمنا احد انطلاقا من بوكانان، فسنستولي على المدينة لحماية المدنيين. ومن جانبه شجع السفير الامريكي في مونروفيا جون بلاني المتمردين على مواصلة احترام وقف اطلاق النار وقال على الحركة من اجل الديموقراطية في ليبيريا ألاتقترب من بوكانان. وقال السفير جون بلايني في مؤتمر صحافي إن الرئيس تشارلز تايلور وافق على هذا الاقتراح .. ونحن على اتصال مع مسؤولين في حركة الليبيريين الموحدين من اجل المصالحة والديموقراطية ونعتقد بانهم سيوافقون لكننا لم نتلق اي رد بعد. واوضح لقد طلبنا من جميع الاطراف وقف اطلاق النار وقبول نهر بو (على بعد نحو 10 كيلومترات شمال مونروفيا) كخط فاصل جديد تنسحب قوات التمرد وراءه. وبحسب الاقتراح الامريكي فإن مفترق طرق كلاي الاستراتيجي شمال نهر بو سيبقى في ايدي قوات التمرد. وقد سيطر المتمردون على مرفأ مونروفيا في 19 تموز / يوليو ويحاولون منذ ذلك الحين شق طريق الى وسط المدينة. وتدور معارك عنيفة مع القوات الحكومية للسيطرة على مرافىء استراتيجية للوصول الى مقر السلطة. وقررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ارسال قوة سلام قوامها ثلاثة آلاف عنصر الى ليبيريا في موعد لم يحدد بعد. لكن امام احتدام المعارك وتدهور الاوضاع الانسانية اعلنت المنظمة ارسال كتيبتين نيجيريتين بشكل عاجل وسيتخذ اليوم الاثنين قرار بشأن موعد بدء نشرها. وأعلن نائب وزير الدفاع الامريكي بول وولفويتز أن القوة الامريكية المنتظرة قبالة شواطئ ليبيريا لن تدخل هذا البلد قبل اعلان وقف اطلاق النار ورحيل الرئيس الليبيري تشارلز تايلور. واضاف اذا اردنا النجاح في العديد من الاماكن غير المستقرة في العالم، فانه من المهم جدا ان تكون دول المنطقة وهي في هذه الحالة، نيجيريا وغانا والسنغال التي تملك القدرة والرغبة، في طليعة (الجهود السلمية) وان تأخذ الاممالمتحدة على عاتقها ادارة الجهود لتسوية المشاكل السياسية المعقدة في ليبيريا. وفي 25 تموز / يوليو، اعلن البيت الابيض ان الرئيس الامريكي جورج بوش امر بارسال سفن عسكرية الى قبالة سواحل ليبيريا لدعم تدخل محتمل لقوة فصل افريقية في هذا البلد.