يسود الأوساط العراقية قلق كبير اثر تصاعد أعداد اليهود الذين يصلون الى العراق بشكل مستمر في ظل حماية أمريكية وقيامهم بشراء العقارات في بغداد. ويتناقل العراقيون وبعض الصحف التي أخذت طريقها للصدور في ظل الوضع الجديد أخبارا يومية عن قيام أعداد من اليهود الذين دخلوا العراق مؤخرا مع القوات الأمريكية وبدأوا بحملة كبيرة لشراء أملاك عقارية وشركات ومبان تجارية متنوعة الاستخدامات في قلب العاصمة بغداد وبمبالغ اكثر من قيمتها الحقيقية بشكل كبير. ويشير أصحاب مكاتب أهلية لتجارة العقارات في بغداد ان اليهود الوافدين الى بغداد يبحثون عن عقارات ذات أغراض تجارية او سكنية ويبدون استعدادات لدفع مبالغ طائلة نقدا مما سبب ارتفاعا كبيرا في أسعارها . وتؤكد صحة ما يتردد من أخبار عن حملات اليهود لشراء عقارات تفي بغداد ما يتحدث به العراقيون عن بيع فندق (إيكال) وسط العاصمة بغداد وهو من الفنادق الفخمة الى أحد اليهود وانه يقوم بتطويره حاليا ليكون الفندق الأول الذي يستقبل اليهود في العراق خاصة أولئك اليهود الذين غادروا العراق بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والذين يرومون لزيارة العراق مجددا في ظل الاحتلال الأمريكي. ويعزو عدد من المراقبين العراقيين توجه اليهود لشراء العقارات في بغداد بأنه توجه منظم يهدف الى التغلغل في الحياة الاقتصادية العراقية والسيطرة عليها مستقبلا، وان هذه الظاهرة تعيد الى الذاكرة ما حصل للفلسطينيين قبل عام 1948 والأساليب المشابهة التي استخدمت لسلب الارض الفلسطينية، وهو الأمر الذي بدأت تنبه إليه بعض الصحف العراقية بشكل يكاد يكون يوميا كما تكشف أبعاده المؤسسات الدينية العراقية من خلال منشوراتها وخطب ومحاضرات أئمة المساجد في عموم العراق، حيث بدا أئمة المساجد يدعون في خطبهم الى محاربة هذه الظاهرة ويعدون من يتعامل مع هؤلاء اليهود في مجال شراء العقارات ممن يساعد الكفار في اغتصاب أرضه . وقد دعا بعض العلماء الى ضرورة استيعاب الدرس والتنبه لهذه الظاهرة وتوعية العراقيين قبل فوات الأوان . ويؤشر العراقيون خطورة هذه الظاهرة من خلال قيام بعض العناصر اليهودية التي دخلت العراق مؤخرا بصناعة الأختام الخاصة بها وهي مؤطرة بنجمة داود النجمة السداسية ، وقد لوحظ تردد بعض اليهود على محلات الأختام في بغداد لعمل تلك الأختام التي تستخدم في مسائل غير واضحة الأهداف ، إلا ان الكثيرين يقولون انها لإغراض عقد الصفقات وشراء العقارات وتسهيل التعامل بين اليهود أنفسهم في العراق حيث يسعى عدد منهم الى تكوين شبكات اقتصادية واسعة ، خاصة بعد ان سمحت ادارة الاحتلال الأمريكية لبعض الشركات الإسرائيلية المشاركة في حملة ما يسمى باعادة أعمار العراق بمساهمة وشراكة مع شركات عربية يقال هنا ان بعضها من الأردن . بداية تحرك اليهود في العراق كما يؤكد العراقيون كانت خلال الأيام الأولى لاحتلال العراق وخاصة عند احتلال الأمريكان لمدينة بابل حيث قام بعض الجنود الذين قدر العراقيون عددهم بثلاثة آلاف بزيارات الى منطقة (الكفل) وسط العراق والتي يعدها اليهود من أماكنهم المقدسة حيث فيها مرقد (ذو الكفل) الذي كفل اليهود حين أسرهم الملك البابلي نبو خذ نصر واقتادهم أسرى الى العراق وتدخل ذو الكفل لمنع قتلهم . وقد قام مئات من الجنود اليهود ضمن القوات الأمريكية عند دخولهم العراق في مارس - آذار الماضي بزيارة هذه المنطقة واداء طقوس يهودية فيها وما زال عدد منهم يواصل زيارتها إضافة الى منطقة (العزير) جنوبالعراق بين البصرة والعمارة . ويؤكد العراقيون ان سياسة تعزيز الوجود اليهودي في العراق وتكثيفه يلقى دعما من أمريكا وبريطانيا لدفع الأوضاع بالعراق مما يحقق أحلام إسرائيل من النيل الى الفرات ودخول القوات الأمريكية الى العراق ، حيث سمح للجنود اليهود الأمريكان الذين دخلوا الى العراق بزيارة هذه المناطق في الوقت الذي يسعى فيه تجار يهود الى شراء قطع أراض كبيرة في تلك المناطق لاقامة فنادق لاستقبال اليهود الذين سيزورون مستقبلا أماكن اليهود الدينية في العراق. ومع انه حتى الآن لم تتأكد إحصائيات مباشرة من أي مصدر عن عدد اليهود الذين دخلوا العراق منذ احتلاله حتى الآن ، إلا ان الكثير من العراقيين يؤكدون ان أعدادهم بالآلاف وانهم يتحركون بصورة طبيعية ويلقون حماية أمريكية وخاصة أولئك الذين دخلوا بغداد على اعتبارهم من العراقيين المهاجرين الى إسرائيل عند قيامها في فلسطين.