أكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الاربعاء ان الحفاظ على استقرار هونج كونج امر حيوي وذلك بعد ان شهدت المستعمرة البريطانية السابقة مظاهرات حاشدة احتجاجا على مشروع قانون مناهض للتخريب. وقال بلير للصحفيين بعد ان اجتمع برئيس حكومة الاقليم تونج تشي هوا وكبار المسؤولين في المقر الفخم للحاكم السابق انا اتفهم مخاوف شعب هونج كونج وقال بلير بعد محادثات ركزت على التشريع المثير للجدل والاقتصاد المتداعي ما ستفعله سلطات هونج كونج هو اعادة النظر في القضية برمتها واعتقد ان هذا منطقي. ويغادر بلير هونج كونج عائدا الى لندن في وقت لاحق مقلصا زيارته يوما تحسبا لموعد الوصول المتوقع لاعصار عنيف يهدد الاقليم. واختتم بلير زيارة للصين امس الأول حيث ناقش التوتر السياسي في هونج كونج وسعى لتعزيز العلاقات التجارية كما تحدث عن احراز تقدم فيما يتعلق ببدء المحادثات لنزع فتيل الازمة النووية في كوريا الشمالية. غير ان جولته السريعة في دول الشرق الاقصى التي شملت ايضا اليابان وكوريا الجنوبية خيم عليها ظلال حادث انتحار خبير اسلحة بريطاني هزت الحكومة وتسببت في تعالي اصوات تطالب باستقالة بلير. اما تونج رئيس حكومة هونج كونج الذي يواجه اسوأ ازمة سياسية في تاريخه فقد اضطر الى ارجاء مشرع قانون مناهضة التخريب بعد ان خرج نصف مليون للشوارع في الاول من يوليو لادانة حكومته المدعومة من بكين والاحتجاج على التشريع. وقال مسؤول حكومي أمس الاربعاء ان الحكومة سوف تعيد فتح المشاورات الشعبية حول التشريع في سبتمبر. وادت حالة السخط العام الى ظهور دعوات تطالب بالمزيد من الديمقراطية في الاقليم الواقع في جنوبالصين مما اثار قلق بكين. ودعت بريطانيا التي ادخلت اصلاحات ديمقراطية طفيفة في السنوات الاخيرة من حكمها لهونج كونج تونج الى التعجيل بالتحول الى حق التصويت العام حتى يحق لشعب هونج كونج ان يختار قادته وكل مشرعيه. وقال بلير الثلاثاء انه يعتقد ان قيادة الصين الجديدة تبدي مرونة بشأن السياسة التي تحكم اقليم هونج كونج الذي عاد لسيادة الصين عام 1997. ويعد مقر الحاكم الذي التقى فيه بلير وتونج واحدا من آخر الرموز الملحوظة للحكم البريطاني الذي استمر 156 عاما للاقليم. ونزعت حكومة تونج على وجه السرعة اي علامات تشير الى الماضي الاستعماري لهونج كونج وتخلصت من صنادق البريد البريطانية الحمراء الموجودة في كل مكان كما اعادت تسمية الاماكن البارزة مثل ثكنات امير ويلز وان رفض الاقتراح الخاص بنقل تمثال الملك جورج السادس الى جانب قفص القرود في حديقة النباتات.