اشتهر عدي الابن البكر للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بقساوته وميله للعنف ومزاجه المتقلب. وبعيد سقوط بغداد في التاسع من نيسان/ ابريل بأيدي القوات الأمريكية توارى عدي عن الانظار مثله مثل شقيقه قصي ووالده. ونقلت بعض الصحف الامريكية معلومات تفيد بانه حاول الاتصال بالقوات الاميركية عبر وسيط لتسليم نفسه خوفا من تعرضه للقتل على ايدي عراقيين في حال كشف مكان وجوده. ويأتي عدي في المرتبة الثالثة على لائحة الشخصيات العراقية التي تلاحقها القوات الامريكية في العراق، وهو كان مسؤولا عن الميليشيات المعروفة باسم (فدائيو صدام). في كانون الاول/ ديسمبر 1996 تعرض لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة الا انه لم يشف تماما من اصاباته وظهر ذلك في مشيته المتثاقلة البطيئة. لكن تقارير تفيد بأن هدف المخططين للهجوم عليه لم يكن قتله بقدر ما كانوا يريدون إذلاله وتعذيبه نفسيا، حيث صوب المنفذون نيران أسلحتهم على الجزء السفلي فقط من جسم عدي ولم يصب برصاصة واحدة في رأسه أو صدره بينما كان يقود سيارته في شوارع بغداد. وأشارت التقارير الى أن عمه وطبان (شقيق صدام لأمه) هو وراء المخطط انتقاما من عدي الذي اعتدى عليه باطلاق النار الى درجة تدميره جسديا. وبعد ان تسلم مسؤوليات اعلامية عدة مثل الاشراف على صحيفة وتلفزيون وترؤس تنظيمات شبابية ورياضية انتخب عدي عضوا في المجلس الوطني العراقي (البرلمان) عام 2000 محاولا دخول المعترك السياسي. واستفاد عدي من السلطة التي يتمتع بها بصفته ابن رئيس الدولة لاقامة امبراطورية مالية وتجارية، وتردد انه كان يشرف مباشرة على تهريب النفط الى تركيا بشكل خاص في خرق لقرارات الاممالمتحدة. وقبل تعرضه لمحاولة الاغتيال كان يعتبر وريث والده، الا ان نجم شقيقه قصي عاد وصعد خلال السنوات القليلة الماضية ليصبح المفضل لدى والده. وعدي من مواليد العام 1964 تخرج مهندسا في جامعة بغداد كما حصل على دكتوراة في العلوم السياسية. ويشكك العارفون بأحوال العراق بشأن ثقافة عدي ويؤكدون أن شهاداته الجامعية العليا هي من جهد أخصائيين وباحثين. عرفت عنه قساوته وحبه للعنف ومزاجه المتقلب وحبه لاقتناء السيارات الباهظة الثمن اضافة لمغامراته النسائية الى حد الاعتداء على الأعراض. أما قصي الابن الاصغر للرئيس العراقي المخلوع فقد عرف عنه ابتعاده عن الاضواء وبتسلمه مراكز حساسة في قلب النظام العراقي. وقبل سقوط بغداد بأيدي القوات الامريكية في التاسع من نيسان/ ابريل الماضي كان قصي يقود قوات الحرس الجمهوري قوات النخبة لنظام البعث، وفي ايار/ مايو 2001 تسلم ايضا منصب مساعد رئيس المكتب العسكري لحزب البعث. وبحكم تسلمه هذه المسؤوليات كان قصي يشارك في اهم الاجتماعات السياسية والعسكرية المصيرية برئاسة والده صدام. عرف عنه تكتمه وبعده عن وسائل الاعلام وكان يحظى بثقة صدام حسين الذي كلفه بالملفات الامنية الحساسة في البلاد. درس قصي الحقوق في جامعة بغداد وهو متزوج وأب لثلاثة اولاد. وكان يشرف شخصيا على توزيع المناصب العليا في البلاد مع والده، كما كان يشرف ايضا على توزيع مكاسب عمليات التهريب خلال الحظر المفروض على العراق على افراد العائلة من التكريتيين. ويأتي قصي في المرتبة الثانية على لائحة المطلوبين العراقيين ال 55 التي وضعتها القوات الامريكية. وتمكنت القوات الامريكية حتى الان من القبض على اكثر من ثلاثين شخصا من المطلوبين على القائمة. عدي وقصي في القائمة الأمريكية للمطلوبين