أعلن دانييل تشيا وزير الدفاع فى ليبيريا أمس ان اكثر من600مدنى لقوا حتفهم فى العاصمة الليبيرية منروفيا خلال القتال الدائر حاليا بين المتمردين وقوات الحكومة. وفي الوقت الذي توغل فيه المتمردون الذين يقاتلون القوات الموالية للرئيس تشارلز تيلور في العاصمة الساحلية للمرة الثالثة خلال شهرين ذكرت تقارير المراسلين ان القتال مازال محتدما للغاية بين القوات الحكومية والمتمردين الذين يسيطرون على اجزاء من منروفيا وعلى مناطق حيوية منها واكدوا أن القذائف التى تتساقط خلفت كثيرا من القتلى حيث شاهدوا خلال الساعات الماضية عددا كبيرا من القتلى الذين انتشرت جثثهم واشلاؤهم فى الشوارع خاصة فى محيط السفارة الامريكية حيث اطلقت عشرات من قذائف الهاون على الحي الدبلوماسي في مونروفيا واصابت واحدة منها على الاقل السفارة الامريكية. ووضعت جماهير غاضبة 18 جثة واحدة منها بلا رأس امام السفارة الامريكية ووجهوا عبارات مسيئة الى السفارة لعدم التدخل لوقف القتال في البلاد التي اسسها عبيد امريكيون محررون في القرن التاسع عشر. وكان القتلى والجرحى في الاغلب من بين عشرات الالاف الذين لجأوا الى وسط العاصمة والحي الدبلوماسي املا في الحصول على بعض الامان. ونقلت قوات من مشاة البحرية الامريكية بطائرات الهليكوبتر الى مونروفيا للدفاع عن السفارة. وقال عمال اغاثة وشهود ان 60على الاقل قتلوا نتيجة الانفجارات في العاصمة الليبيرية كما تدفق العشرات من المصابين الى المستشفى الرئيسي للعلاج. وفي هذه الأثناء أصدر دونالد رامسيفلد وزير الدفاع الامريكى امرا باعادة انتشار اربعة الاف وخمسمائة جندى موجودين حاليا فى البحرالاحمر الى البحر المتوسط استعدادا لارسالهم الى ليبيريا فى حال اتخاذ قرار بذلك. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الامريكية/البنتاجون/ ان نحو4500 فرد من القوات الامريكية على متن ثلاث سفن حربية يجرى نقلهم الى البحر المتوسط ليكونوا في مكان مناسب استعدادا لاي تدخل محتمل في ليبيريا. وتدرس الولاياتالمتحدة حاليا احتمال مشاركتها فى قوة سلام دولية فى ليبيريا حيث بدأ قادة الجيوش في دول غرب افريقيا أمس الثلاثاء جولة من المحادثات تستمر يومين في العاصمة السنغالية دكار لبحث امكانية ارسال قوات سلام دولية الى ليبيريا بعد مقتل60على الاقل في القتال الدائر في مونروفيا مما يزيد الضغوط على دول المنطقة وعلى واشنطن من اجل التحرك لايجاد حل للازمة. ووضعت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش المهمة الرئيسية في هذه القضية على عاتق دول غرب افريقيا وطالبتها بالعمل لايجاد مخرج للحرب التي لم تتوقف تقريبا منذ 14عاما. وقال مسؤول في الخارجية الامريكية حان الوقت لان تتحرك المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. وتأخر بالفعل العمل على تشكيل قوات حفظ سلام اقليمية قوامها 1500 فرد لتكون قوة طليعية تمهد لوصول مزيد من هذه القوات الى الدولة الواقعة في غرب افريقيا. وقال بوش الذي يواجه ضغطا من اجل التدخل في ليبيريا انه يعمل بالتنسيق مع الاممالمتحدة لحمل القوات الحكومية والمتمردين على العودة الى وقف اطلاق النارالذي اتفق عليه في 17من يونيو الماضي. واعترف سكوت مكليلان الناطق باسم البيت الابيض للصحفيين بأن الرئيس الامريكي ليس لديه جدول محدد لاتخاذ قرار بشأن ليبيريا لانه لا بد من فهم الموقف على الارض اولا. من جهة اخرى حث الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والاتحاد الاوروبي الاسرة الدولية على التدخل سريعا لوقف القتال في ليبيريا. أب يحمل ابنته القتيلة أطفال في عمر الزهور عرفوا مهنة القتل من أجل القتل ويمارسونها في فخر.