غادر تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الولاياتالمتحدة في ساعة مبكرة من صباح أمس بعد زيارة قصيرة استغرقت يوما واحدا متوجها الى العاصمة اليابانية طوكيو فى جولة لعدد من الدول الاسيوية. وكان بلير وبوش قد عقدا عقب مباحثات اجرياها فى البيت الابيض مؤتمرا صحفيا مشتركا أكد خلاله الرئيس الامريكى انه لم يخطىء هو ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير عندما قالا ان العراق بحوزته اسلحة دمار شامل. كما اكد بوش ان صدام حسين انتج وامتلك اسلحة كيماوية وبيولوجية وكان يحاول اعادة بناء برنامجه للاسلحة النووية. وقال: ان نظام صدام حسين كان تهديدا خطيرا ومتزايدا. واردف قائلا: اتحمل مسؤولية ارسال القوات الى الحرب وقد اتخذت هذا القرار لان صدام حسين كان يشكل تهديدا لامننا وأمن دول اخرى. ومن جهته قال رئيس الوزراء البريطانى انه يتمسك باتهاماته حول محاولات العراق شراء اليورانيوم من افريقيا. وقد اعترف البيت الابيض فى الفترة الاخيرة بأن الرئيس بوش لم يضطر الى الاشارة الى هذه المعلومات التى وفرها مصدر بريطانى فى خطاب القاه فى يناير الماضى معتبرا انها لم تكن مؤكدة. وكان بلير قد أكد في خطاب ألقاه خلال جلسة مشتركة للكونجرس بمجلسيه في وقت سابق أن الحرب كانت ضرورية لانه كان هناك خطر من استخدام ترسانة العراق من الاسلحة في أعمال إرهابية. وقال بلير: إذا كنا مخطئين، فإننا قد قضينا على الاقل على مصدر تهديد مسئول عن مذبحة وحشية ومعاناة، مضيفا: أنا واثق من أن التاريخ سيغفر ذلك. وسأل صحفي لاحقا عما إذا كان بلير قد ترك الباب مفتوحا أمام احتمال أن يثبت أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا كانتا "مخطئتين بشأن خطر" أسلحة الدمار الشامل العراقية. ورد بوش عليه بالقول: لن يثبت خطأنا.. أعتقد اننا سنصل إلى الحقيقة والحقيقة هي أن صدام كان يطور برنامجا لاسلحة الدمار الشامل. ورد بلير كذلك على سؤال الصحفي قائلا: قطعا لم أقل إنه سيثبت أنني مخطئ.. على العكس لقد قلت بكل اقتناع إنني أعتقد اننا على صواب. وتأتي زيارة بلير لواشنطن في خضم جدل حول تقرير للمخابرات البريطانية جاء فيه أن العراق سعى لشراء يورانيوم من النيجر وهي مقولة بنيت جزئيا على معلومات خاطئة وحول استخدام بوش وبلير للتقرير لتبرير الحرب. وفى خطابه الذي القاه الليلة قبل الماضية امام الكونجرس الامريكى وهو اول خطاب لرئيس وزراء بريطانى منذ عام 1985 جدد بلير وقوف بلاده الى جانب الولاياتالمتحدة فيما سماها بحربها على الارهاب ومساندة لندنلواشنطن فى مواقفها بشأن العديد من القضايا الدولية ومن بينها ازمة العراق واصلاحات مجلس الامن والحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل والموقف الاوروبى من امريكا. ودعا بلير الى الالتزام الدائم فى العراق مؤكدا ان من الضرورى عدم مغادرة هذا البلد قبل انهاء العمل. واوضح ان انتهاء المعارك فى ذلك البلد لا يعنى ان العمل قد انتهى. واضاف: لقد وعدنا العراق بتشكيل حكومة ديموقراطية وسنفعل ذلك.. وعلى قوات الاحتلال ان تقود العراق ايضا على طريق الازدهار. وكان رئيس الوزراء البريطانى قد وصل الى واشنطن الخميس الماضي فى زيارة للولايات المتحدة فى مستهل جولة تقوده ايضا الى كل من طوكيو وسول وبكين وشانجهاى وهونج كونج.