وجه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل العضو المنتدب للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بضرورة وقف جميع الأنشطة التي تلحق الضرر بالنمور بشكل خاص والحفاظ على ما تبقى منها في بيئتها الطبيعية وأنه انطلاقاً من حرص الهيئة في مشاركة المواطنين للحفاظ على النمور فإنها سوف تقدم مكافأة مناسبة لمن يرشد عن وجود النمر دون المساس به أو ازعاجه والاكتفاء بتقديم الأدلة والبراهين التي تثبت وجوده ومن ثم تتثبت الهيئة منها. وكانت الهيئة قد لاحظت في الآونة الأخيرة ان عددا من المواطنين في المناطق الجنوبية الغربية يقومون بمحاولات للامساك بالنمور العربية التي تبقى منها اعداد قليلة، رغبة منهم في الحصول على مكافآت مالية، مما يؤثر سلباً على هذا النوع النادر وما تبقى منه من أفراد في بيئته الطبيعية ويجعله عرضة لخطر الانقراض التام. كما ان الهيئة لديها برنامج وطني لاكثار النمر العربي بالمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف، كما تتعاون مع الهيئات المعنية بدول الخليج والجزيرة العربية في برنامج اقليمي مقره دولة الإمارات الشقيقة امارة الشارقة لانجاح برنامج الاكثار الذي يقوم به مركز اكثار الحيوانات النادرة بالشارقة، ويشارك فيه كل من اليمن وعمانوالإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية. وقد أعدت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها استراتيجية خاصة للمحافظة على النمر العربي تستهدف تنفيذ عدد من الأهداف في خطوط متوازية هي: 1- مواصلة المسح البيئي لمناطق انتشاره الجغرافية. 2- مواصلة محاولات اكثاره تحت الأسر في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف. 3- تنظيم ندوة علمية تستضيفها المملكة لاستعراض النتائج التي توصلت إليها كل دولة من دول انتشار النمر العربي للتوصل إلى منظومة اقليمية لمحميات النمر العربي في شبه الجزيرة العربية. 4- تنفيذ برنامج توعية لعامة المواطنين وخاصتهم من المزارعين في مناطق وجود النمر العربي وتبيان أهمية المحافظة عليه على المدى الطويل وشراكة الأهالي في المناطق التي تعلن حمايتها. وقد استخدمت الهيئة خلال المسح البيئي للنمر العربي عدة وسائل للتعرف على وجوده في الطبيعة أهمها المعلومات المسجلة ومنها النقوش الأثرية الموجودة على الصخور، والتأكد من وجود الحيوان من خلال المشاهدة والامساك وتحليل براز الحيوان، والتعرف على بقايا الحيوانات النافقة ومقابلة أهالي المناطق التي يعيش فيها. وقد أسفر المسح البيئي عن تحديد جبل شدا الأعلى كمنطقة مهمة لوجود هذا النوع من القطط البرية، وتم إعلانها كأول منطقة محمية للنمر العربي، وليس المقصود هنا حماية نوع النمر فقط. بل لكونه عنصراً احيائياً يكمل سلسلة التنوع الاحيائي في هذه البقعة المهمة من المحيطات الحيوية للإنسان. وفيما يتعلق ببرنامج الاكثار تحت الأسر فقد تم حصر أعداد النمر العربي الموجودة في دول انتشاره، ووجد ان هناك نحو 35نمراً موزعة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدةوعمان واليمن وتم تثبيت أجهزة استشعار لاسلكية على 17منها في ظفار بسلطنة عمان للمراقبة عن بعد (باستخدام الراديو). وفي المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف اكتملت الإنشاءات المبدئية لبرنامج طموح لاكثار النمر العربي. ويوجد لدى المركز أربعة نمور (ثلاثة ذكور وأنثى واحدة).