سجل المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف أول حالة لولادة النمر العربي تحت الأسر في المملكة. وكانت أنثى النمر قد أهديت لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس إدارة الهيئة من اليمن ثم أهداها سموه الكريم لبرنامج إكثار النمور العربية بالهيئة عام 1420ه وبعد إجراء الفحوصات البيطرية وتقديم الرعاية الصحية تم إدخال الأنثى في برنامج التكاثر في الأسر عام 1426ه. وفي عام 1427ه تم وضعها مع ذكر النمر العربي (موركل) الذي كان نتاج النمر العربي (الجزيرة) المُهدى من مركز الطائف إلى مركز حماية وإكثار حيوانات شبه الجزيرة العربية المهددة بالانقراض بالشارقة ضمن برنامج التعاون الإقليمي المشترك. وتمت أخيراً أول ولادة للنمور العربية في المملكة. وكانت الولادة الأولى قد تمت في الشارقة عام 1423ه، وعلى الفور قام الباحثون بالمركز في اتخاذ عدد من الإجراءات حيث تم عزل المنطقة المحيطة والقريبة من المسيجات كما تم إخلاء المسيجات القريبة لتقليل الإزعاج نظراً لحساسية هذا النوع وخاصة أثناء وبعد عملية الولادة. وسيتم مراقبة الأم والمولود على مدار الساعة وفقاً لشروط ومعايير الرعاية البيطرية، كما سيقوم المتخصصون بإمساك الوليد بعد مضي شهر من الولادة لتحديد جنسه ومعاينة وزنه وإعطائه التحصينات والتطعيمات البيطرية اللازمة خلال الشهر الثالث من الولادة. وصرح صاحب السمو الأمين العام للهيئة الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود أن النمور العربية تعتبر من أندر الحيوانات الثديية في شبه الجزيرة العربية حيث لا تزيد أعدادها في مناطق انتشارها الجغرافي عن 200 حيوان ودول الانتشار هي المملكة واليمن وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة مما يجعلها من أندر الحيوانات البرية في العالم. كما أن هذا النوع من القطط البرية يحتاج لرعاية خاصة ويصعب إكثارها تحت الأسر. ومع ذلك فإن المفترسات بشكل عام والنمور بشكل خاص تتعرض لهجمة شرسة من قلة غير مدركة لأهميتها ودورها في البيئة حيث تتعرض للقتل أما بالأسلحة النارية أو التسميم مقابل مبررات وحجج واهية؛ وأثنى سموه على دور المواطنين المتواجدين في مناطق انتشار النمور وأيضاً رجال الإعلام لنشر التوعية البيئية بين فئات المجتمع من أجل الحفاظ على هذه الثروات الفطرية التراثية؛ كما أشاد سموه بالدعم المتواصل الذي تلقاه جهود المحافظة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز –يحفظهما الله- والذي يترجم إلى إنجازات حقيقية على أرض الواقع في مجال الحفاظ على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية.