يؤسفني ان تصاب فئة من شبابنا بحمى العصر التي تؤدي الى ذبول الفكر وقتل الاحساس بالرجولة وبقيمة الانسان وبفطرته الكريمة التي فطره الله عليها. انتشرت هذه الحمى بشكل مذهل يكاد يحصد القيم والمبادئ حمى التقليد الاعمى والاندفاع المحموم دون تفكير او تمحيص, احتلال فكري وغزو غربي ثورة اعلامية غربية غيرت المفاهيم والعادات والاخلاق في مجتمعنا المسلم عن طريق القنوات الفضائية والمجلات ذات المستوى الهابط غزت واحتلت عقول اولادنا وبناتنا وكان ما كان من ارباك لجهود المربين وللتربية السليمة في مناخها الصحي, اصبح التمييز بين الفتى والفتاة امرا مستحيلا, ملابس الشباب اشبه بملابس الفتيات.. بلوزات حرير بالوانها المختلفة وبنطلونات جنز اما ضيقة ملتصقة بالجسم او عريضة, سلاسل تحيط بالعنق وتتدلى على الصدر وبعضها يحمل الصليب فهل سيطر التقليد حتى على ديانة هذا الشاب الذي رأيت السلسة تحيط بعنقه؟ ظهرت فئة من الشباب اصابتهم هذه الحمى بفنون وجنون التقليد الاعمى مأسورين بالموضات منقادين لذوي التأثير من المغنيين والممثلين الاجانب وغيرهم من الذين لا يشرفنا كمسلمين التشبه بهم, فقد برمجوا بثقافة الاهواء والرغبات الجانحة التي عكست المفاهيم وقلبت الحقائق واخلت بالقيم, شباب ضائع في فضاء التقليد البليد يجري وراء الموضات وقصات الشعر قصة فرساتشي وسبايك, قصة تشبه دوامات البحار, دوامات كثيرة على الرأس ودوامات اكثر على ارض الواقع صبغ الشعر وقصات غريبة ربطات على الشعر والقصة الفرنسية الكابوريا او اطالة الشعر واسداله او رفعه اعلى الرأس كما تفعل نساء الهنود وقص جزء من الحواجب ولبس ملابس كتب عليها كتابات غير مؤدبة باللغة الانجليزية وصور الممثلين. فئة من الشباب جعلت من مجتمعاتنا مجتمعات استهلاكية تبحث عن اشباع رغباتها من الغرب بفعل مخدر الغرب هذه الرغبات التي تخالف الشرع والفطرة فمن تشبه بقوم فهو منهم كما يقول عليه افضل الصلاة والسلام, ويقول ايضا: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال" فهل يفهم شبابنا معنى الطرد من رحمة الله؟ لاشك انهم في حاجة ماسة للتوعية والتوجيه, ارجو ان نتعاون معا امهات وآباء ومربين وان لا نترك لهذه الفئة الحبل على الغارب فنحن مسئولون عنهم امام الله ولابد ان نعيدهم الى الطريق الصحيح ببذل المزيد من التوجيه الديني الفيصل بين الحق وبين الرغبات وبكل وسائل الاقناع التربوي والتعليمي وبالصبر, فلابد ان تكون لابنائنا شخصياتهم المستقلة وطابعهم الاسلامي المشرف وتفكيرهم المستقل الذي يثري عقولهم فتمحى البرمجة التلقائية التي امتصتها, في الغرب ايضا ثقافة وعلوم مفيدة فلماذا لا نوجههم للاستفادة منها.. عبارة للكاتب الفرنسي اندريه جيد فينادي اعجبتني (التقليد لا يجلب سوى ذبول الفكر ونحول الشخصية.. كل عقل لا يثير الاهتمام الا بقدر اختلافه عن بقية العقول فانتصب عاليا عن القيود والانماط ومزق الاغلفة واستعد اصالتك من وصاية التقليد) شبابنا جميعهم ولله الحمد لا ينقصهم شيء فئة منهم فقط مقلدة ينقصها التوجيه, والتوجيه مسئولية مشتركة لابد ان يساهم فيها الجميع.