أكد وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للتعليم الموازي الدكتور صالح الضبيان حرص الوزارة على ايصال التعليم للمواطن في مكانه عندما تحول الظروف دون تعلمه وكذلك توعية الدارسين من النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية والصحية. وقال الضبيان ل (اليوم) عقب تفقده موقع الحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية بقطاع الحائط في منطقة حائل ان الوزارة دأبت منذ سنوات طويلة تقارب 49 سنة على تنظيم هذه الحملات ذات الاهداف السامية بالتعاون مع القطاعات الاخرى ذات العلاقة التي تعد التقارير عن الاحتياجات لوضع الخطط والبرامج التي تهدف اليها كل وزارة مشيرا الى ان هناك تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين القاطنين بالحائط للاستفادة من هذه الحملة عن مختلف الاعمار منهم مايصل عمره الى 100 عام. ولفت وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد النظر الى هذه الحملات التي تستمر 60 يوما تنظم في كل من حائل وصبياء والمخواة. من جهته قال مدير الحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية بقطاع الحائط نايف معلث المقوعي مدير التعليم الموازي بالادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل ل (اليوم): تقوم وزارة التربية والتعليم بجهود كبيرة وحثيثة لايصال التعليم الى كافة مناطق المملكة مهما بلغت التكاليف والمشقة ومحو الامية والقضاء عليها وقد تم اختيار قطاع الحائط بناء على ترشيح المشرفين التربويين بتعليم الكبار بالادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل وعند رفع التقرير للوزارة اقر المشرف التربوي عبدالرحمن الجهيمي الموقع بعد ان زاره واطلع عليه عن كثب مؤيدا ماتقدمت به الادارة العامة. وقد تقرر ان يكون المركز الرئيسي في قرية بدع ابن خلف الذي يبعد عن مدينة حائل حوالي 300كم تقريبا الى الجنوب. وهناك اربعة مراكز اخرى في كل من صفيط 35كم، وعماير بن هديبان 40كم، والدابية 28 كم والمجصة والمجيصة 30كم عن المركز الرئيسي. وقد قامت ادارة الحملة منذ الوهلة الاولى بالعمل على الاعداد والتجهيز لانجاح الحملة وتحقيق الهدف المنشود منها فتم تجهيز المقرات بكل مايلزم من وسائل تعليمية مختلفة وكتب ودفاتر واقلام ومساطر وكل ما يحتاج إليه الدارس وقد لقينا اقبالا كبيرا جدا من الاهالي وحرصا شديدا على الالتحاق بالحملة. ورغم التأكيد على انها مخصصة لمن لايعرف مبادىء القراءة والكتابة الا ان هناك من يحاول التسجيل حتى ان هناك من حملة الثانوية العامة والمتوسطة بل وهناك (جامعي) حاولوا التسجيل فيها. ويدرس في حملة التربية الاسلامية واللغة العربية والرياضيات بالاضافة الى الانشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والمحاضرات والندوات ومسابقات حفظ القرآن الكريم والتثقيف الصحي. وقد انطلقت الحملة في 28/4/1424ه وتستمر الى 28/6/1424ه على فترتين صباحية ومسائية يقوم بالتدريس فيها نخبة من المعلمين المميزين على مستوى المملكة طيلة أيام الاسبوع. وعن الدارسين أوضح انه بلغ عدد الدارسين حوالي 800 دارس وهم من فئات سنية مختلفة ولكن الاغلبية من كبار السن وأكبر دارس لدينا يقارب عمره 100 عام (مائة عام) واصغرهم حوالي 13 سنة وهناك عدد من الاشقاء يصل عددهم الى اربعة أو خمسة تجد معهم والدهم ويأتي اقبالهم بسبب حرصهم على تعلم امور دينهم مثل قراءة القرآن الكريم ونواقض الوضوء وبعض الاحكام الاخرى. كما ان هناك جوائز نقدية وعينية للمتميزين وقد سجل في أحد المراكز حوالي 350 دارسا تمت تصفيتهم بعد الفرز الى 204 دارسين بعد الاستعانة بمعرف القرية والمدرسين فيها. وعن الصعوبات قال المقوعي: هناك عدد من الصعوبات التي نتغلب عليها بالعزيمة والاصرار لنجاح الحملة وتحقيق الهدف المنشود منها ومن ذلك وعورة الطريق وحرارة الجو اللاهب في فصل الصيف مع قلة وسائل الاتصال وانعدامها في بعض الاماكن وبعد الاماكن التي تتوافر بها الخدمات الضرورية مما يرهقنا ولكن كل ذلك يهون من اجل ايصال الرسالة التي تحملناها ونطمح لان تكون النتيجة بقدر الجهد. وهناك تفاؤل نظرا للمؤشرات الاولية حيث اصبح كبار السن يقرأون القرآن الكريم ويحفظون بعض السور القصيرة ويتعرفون على بعض الحروف قراءة وكتابة ولديهم اصرار عجيب على التعلم لتعويض مافاتهم في السنوات السابقة مما ينبئ بأنهم استفادوا. ونتوقع ان تكون الاستفادة أكبر مع نهاية الحملة وان تكون النتائج مرضية لما لمسناه من خلال قربنا منهم. كما التقت (اليوم) خلال جولتها في مكان الحملة بالطبيب المرافق للحملة عز الدين مصطفى وقال: اننا نقوم بزيارات يومية للمراكز الفرعية للحملة للكشف على الدارسين فيها وتقديم العلاج للحالات المرضية وتوعيتهم وتثقيفهم صحيا عن العديد من الامراض المعدية المنتشرة بسبب شرب الحليب دون غليه مشيرا الى ان هذه الارشادات ساهمت بشكل كبير في الحملات السابقة بارتفاع الوعي الصحي لدى الدارسين للتعامل مع بعض الامراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها التي تتطلب الحرص على تناول العلاج بصورة مستمرة. وأفاد طبيب الحملة بانه يتم عمل تقارير عن الحالات المرضية يتم رفعها لوزارة الصحة وكذلك هناك متابعة مستمرة للحالات المرضية حيث انه يتم الكشف يوميا على 80 مريضا. وكيل الوزارة ومدير التربية والتعليم في حائل خلال الجولة يجلسون على الأرض طلبا للعلم