ذكرت شبكة سي.بي.إس الاخبارية الامريكية في وقت متأخر امس أن الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش كان على علم بعدم صحة الادلة على محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر ولكنه أدلى بهذه المعلومة رغم ذلك في خطابه عن حالة الاتحاد في شهر يناير الماضي وذلك قبل بدء الحرب. ونقلت الشبكة عن مسئولين كبار في الادارة الامريكية قولهم إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه) راجعت الاجزاء التي تتناول أسلحة الدمار الشامل العراقية في الخطاب قبل إلقائه للتحقق من دقتها. وذكر ديفيد مارتن مراسل شئون الامن القومي في سي.بي.إس أن مسئولي الاستخبارات المركزية حذروا أعضاء في مجلس الامن القومي التابع للرئيس من أن المعلومات الاستخباراتية ليست جيدة بشكل يكفي لطرحها على الجماهير. وقال مارتن إن مسئولي البيت الابيض أبلغوا الاستخبارات المركزية بأنه طالما أن البيان منسوب إلى الاستخبارات البريطانية، فسيكون دقيقا. وذكرت سي.بي.إس أن مسئولي الاستخبارات تراجعوا عن اعتراضاتهم وأدرج بوش محاولة العراق المزعومة شراء يورانيوم في خطابه عن حالة الاتحاد. وقال بوش في خطابه إن الحكومة البريطانية علمت أن صدام حسين سعي مؤخرا للحصول على كميات كبيرة من اليورانيوم من أفريقيا. وصرح وزير الخارجية الامريكي كولن باول في مقابلة أذيعت يوم الخميس بأن الزعم بأن بوش ضلل الرأي العام بشأن طموحات العراق الخاصة بالاسلحة النووية أمر سخيف. وأضاف باول في مقابلة من بريتوريا مع لاري كينج مقدم البرامج في شبكة سي.إن.إن الاخبارية إنها لم تكن محاولة متعمدة من جانب الرئيس سواء للتضليل أو المبالغة. وتابع هذه مجرد سخافات. وقال باول إنه قرر عدم استخدام المعلومات في الكلمة التي ألقاها في الخامس من فبراير في مجلس الامن الدولي لانه قرر أن الادلة غير دامغة. وكان باول قد ألقى كلمته بعد أسبوع من خطاب بوش. واعترفت الحكومة الامريكية بأن المستندات التي توضح أن العراق حاول شراء يورانيوم من النيجر غير صحيحة. وقال جريجوري ثيلمان، الذي شغل منصب مدير مكتب المعلومات والبحوث بوزارة الخارجية الامريكية حتى سبتمبر الماضي، إنه عندما استمع إلى حديث بوش عن اليورانيوم تساءل بشأن الادلة الجديدة التي نمت إلى علم الادارة. ونسبت وكالة أنباء إنتربرس إلى ثيلمان، الذي شغل المنصب لمدة 25 عاما، قوله أمام نادي الصحافة الوطني في واشنطن أمس إنه عندما أدرك أن حديث بوش يستند إلى تقرير النيجر الذي ثبت عدم صحته، شعر بمزيج من الدهشة والاشمئزاز. وأضاف ثيلمان : هذه الادارة تتخذ مسلكا يقوم على الثقة تجاه المعلومات، يقوم ببساطة على أننا نعرف الاجابات، فأعطونا الادلة التي تدعمها. وتجنب الرئيس الامريكي تقديم إجابات مباشرة بخصوص خطابه عن حالة الاتحاد أثناء جولته في أفريقيا هذا الاسبوع. وقال بوش في مؤتمر صحفي مع الرئيس الجنوب أفريقي ثابو مبيكي في بريتوريا ردا على سؤال بشأن الخطاب :لا يخالجني شك في أن صدام حسين كان يمثل تهديدا للسلام العالمي ولا يخالجني شك في أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها وأصدقاءها قاموا بالعمل الصحيح عندما أطاحوا به من السلطة. وأضاف قائلا أنا واثق من أن صدام حسين كانت لديه أسلحة دمار شامل.