اذا كانت سلطات العراق الحالية التي تمسك أمريكا بمقاليدها ستأخذ ببلاغات عن رؤية صدام حسين فانها ستواجه مهمة صعبة في التحقق من فيضان من الروايات.وبعد رصد جائزة قدرها 25مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقاله أو أدلة تؤكد موته سينهال سيل من التقارير على القوات الامريكية.وتشمل الجائزة 15 مليون دولار مقابل معلومات عن اي من ابنيه عدي وقصي.وبالفعل تنتشر شائعات في بغداد وتكريت مسقط رأس صدام عن رؤيته. البعض قالوا انهم شاهدوه يقود سيارة أجرة وآخرون أقسموا انهم التقوا به في حي الاعظمية في الاسبوع الماضي وأبلغهم انه سيعود قريبا ليتولى السلطة. ونشرت صحف صورا عن منظر صدام وقد اطلق لحيته أو ارتدى ملابس نسائية عراقية أو تخفى كراهب مسيحي يحمل صليبا كبيرا على صدره. ويظهر الانشغال بصدام انه بينما يهيمن تحالف حاكم بقيادة الولاياتالمتحدة على العراق فان شبح الرئيس السابق يحوم حول حياة المواطنين الذين حكمهم24 عاما. قال أحمد حسين اعتقد انه سيعود. شوهد حول بغداد. ولذلك يجب ان أتوخى الحذر فيما أقول أو أفعل . وقال احد سكان تكريت انه هنا في احد هذه البيوت. لن يستطيعوا الامساك به . وعند الاعلان عن الجائزة قال بول بريمر حاكم العراق المدني الامريكي في خطاب للشعب العراقي ان اسم صدام لا يزال يبعث الخوف بعد ثلاثة أشهر من الاطاحة به في التاسع من ابريل . وقال مسؤولون امريكيون انه حتى ينتهي موضوع صدام فان اتباعه سيواصلون هجماتهم على القوات الامريكية والبريطانية التي تحاول اعادة بناء العراق. وقال المسؤولون في الشهر الماضي ان الخناق يضيق حول صدام باعتقال سكرتيره الخاص وقائد حرسه الشخصي عبد الحميد حمود التكريتي في 19 من يونيو وكان الاسم الرابع على قائمة اكثر المطلوب القبض عليهم وعددهم 55 شخصا. قال بريمر هذا الاسبوع أفترض انه لا يزال حيا. سنضع أيدينا عليه حيا أو ميتا سئل لماذا يصعب اعتقال صدام أجاب بريمر قائلا العراق بلد واسع. وأمضى صدام 30 عاما في بناء بيوت آمنة له وقصور وأنفاق. ولا نعرف حاليا أين هو وآخر مرة تأكد فيها ظهور صدام كانت على شريط فيديو اذاعته احدى القنوات الفضائية العربية وهو يحيي الناس عند خروجه مع قصي من أحد مساجد بغداد في السابع من ابريل. وأظهر الشريط نجاتهما من غارة امريكية على بيته قبل يومين من هذا التاريخ.وكل ما تبقى من البيت حفرة كبيرة بعد قصفه في السابع من ابريل عقب بلاغ ان صدام وعدي وقصي مجتمعون فيه. وقال جيران في ذلك الوقت انهم شاهدوا الابن الاصغر قصي على قيد الحياة بعد وقت قصير من الغارة. وفشلت الولاياتالمتحدة في حرب أفغانستان في اعتقال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة رغم جائزة مماثلة ولكنها مصممة على عدم السماح لصدام بالهرب. وفي ابريل قال الجنرال تومي فرانكس قائد الحرب بالعراق ان القوات الامريكية لديها صورة من الحمض النووي لصدام وستستخدمها للتأكد من نجاح محاولات قتله. ولكن حتى الآن لم تنجح عمليات البحث في أنقاض الغارات عن الكشف عما حدث له. واعلنت الولاياتالمتحدة ان الجائزة المالية التى اعلنتها للقبض على صدام حسين تستهدف ازالة التشكيك باحتمال عودته للسلطة. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان المكافأة المالية بقيمة خمسة وعشرين مليون دولار التى قررت الحكومة الامريكية تقديمها لمن يدلى بمعلومات عن صدام تعتبر جزءا هاما من جهود واشنطن لتحديد مصير صدام نتيجة لاستمرار وجود تشكيك لدى بعض العراقيين باحتمال رجوعه0وذكر باوتشر ان الجائزة يمكن ان تؤثر نفسيا على الوضع فى العراق وستكون عاملا هاما لإزالة هذا التشكيك الذى اكد انه لا يعيق جهود اعادة بناء العراق والتسريع بالعملية السياسية التى ستمكن العراقيين بالعيش بحرية وبدون خوف. واكد كولن باول وزيرالخارجية الامريكى ضرورة ان تقوم واشنطن بكل ما تستطيع عمله لتحديد مكان وجود صدام حسين او ما اذا كان حيا او ميتا من اجل المساعدة فى تحسين الوضع الامنى والتأكيد للمواطنيين العراقيين على ان صدام حسين اصبح فى خبر كان على حد قوله.