تسعى اسرائيل الى تفكيك منظمات المقاومة الاسلامية في فلسطين، هكذا وبكل بساطة تنظر اسرائيل الى هذه المنظمات ، وكأنها مجرد تنظيم حربي يسهل تقويض اركانه كمؤسسة ، بالقضاء على كوادره الادارية، او هدم بنيته التنظيمية، وهي نظرة قاصرة تنم عن جهل بطبيعة المقاومة الاسلامية للاحتلال، وما يتبعه من قهر وظلم واستبداد ومخالفة صريحة ومعلنة للقوانين والاعراف الدولية، بل وكل القيم الانسانية، لتأكيد ممارسة الارهاب الرسمي ضد الشعب العربي المسلم في فلسطينالمحتلة. وهذه النظرة الاسرائيلية المدعومة بالفيتو الامريكي الغاشم.. ليست سوى تعبير عن منطق الارهاب الذي قامت عليه دولة اسرائيل، ولن ترضى عنه بديلا، لذلك لن تستطيع اسرائيل ومعها امريكا فهم طبيعة المقاومة الاسلامية للاحتلال، وهي مقاومة راسخة في ضمير الانسان الفلسطيني بصرف النظر عن المسميات التي يمكن ان ينضوي تحت لوائها من ناحية التنظيم الحزبي، والغاء (حماس) او (الجهاد) من الوجود، لايلغي المقاومة الاسلامية مادام الظلم قائما والاستبداد مستمرا والقهر متناميا في ظل حكم ارهابي مستبد تنظر اليه امريكا بعين الرضا وتدعمه بشتى الوسائل. لقد وجدت المقاومة الاسلامية قبل وجود اي تنظيم يحمل اسم (حماس) او (الجهاد) او اي اسم آخر، وستظل هذه المقاومة حتى وان تحققت اوهام اسرائيل في القضاء على هذه المنظمات بصورة شكلية، فالجوهر ثابت لايتغير وان تغيرت الواجهات والعناوين، وامام هذه الهجمة الاسرائيلية الشرسة ضد المنظمات الاسلامية لابد من الاعتراف بأن اي مرونة قد تبديها هذه المنظمات لن يقابلها من الجانب الاسرائيلي سوى الاستهتار، لانها ترى ان هذه المرونة (لا تساوي الحبر الذي كتبت به) وليس هناك ماهو اكثر استهتارا وصلفا وهمجية من هذا التحدي الساخر لكل جهود السلام او حتى الهدنة المؤقتة الهادفة الى خروج اسرائيل من المدن الفلسطينية التي تعيث فيها فسادا بالدبابات والطائرات والاسلحة الامريكية المختلفة. مع ان اتفاقات الهدنة لن يكون مصيرها سوى الاهمال من قبل اسرائيل. المقاومة حق مشروع، وهي بالنسبة للفلسطينيين مسألة حياة او موت، وفي ظل الاسلام تكتسب هذه المقاومة شرعيتها الدينية الى جانب شرعيتها القانونية الدولية، وهذه المعطيات لايمكن لاسرائيل او غير اسرائيل القضاء عليها بجرة قلم. المقاومة الاسلامية شمس لن تغيب في سماء فلسطين، فهل تفهم اسرائيل واعوانها هذه الحقيقة.