تحاول دائما ان ترى وأن تبحث وان تجد لنفسها مسارا مغايرا برؤى تتقاطع مع التقليدي والسائد فنيا , فمن بينالي عربي الى آخر ومن تجربة إلى أخرى . حركة دؤوب ومحاولة في تأكيد الذات على الساحة الفنية .. تلك هي التشكيلية حميدة السنان التي انطلق مساء الثلاثاء الماضي معرضها الشخصي الخامس في القاعة الكبرى بصالة (فنون) بالخبر. المعرض الذي شارك في افتتاحه الاستاذان صالح الحميدان المدير العام ل (اليوم) ونجيب الزامل رجل الأعمال والكاتب المعروف وحضرته مجموعة من الفنانين والمثقفين والمهتمين وشهد حوارا بين الحميدان والزامل والفنانة حول اتجاهاتها الفنية وتطورها وجماليات الألم الذي عبرت عنه الفنانة في العديد من أعمالها التي تعدت الخمسين عملا وتنوعت بين الزيتي والكولاج وبين الفضاءات الصغيرة والكبيرة وكذك الخطاب الفني والرؤية الجمالية. ولعل ابرز ما كشف عنه المعرض جماليا وفنيا هو تلك المعالجات التي قامت بها السنان داخل فضاءات اللوحة وطالت الخامة والملامس والسطوح . وأيضا العلاقات التي وصلت حد التلاحم والتزخيم بين المفردات التشكيلية وبين الكتلة والفراغ , ومحاولة توظيف التذكري الذي اعتمد على التراث والمعاش اليومي وبين الخيالي الذي استفز المخيلة لتصنع اسطورتها الخاصة التي كشفت عن عنف ووحشية ما يدور حولنا. السنان في أعمالها تعبر عن نفسها تعبيرا موفقا الى حد أن الناظر الى لوحاتها لا يكتشف فيها الجهد الكبير الذي بذلته ربما يعود ذلك الى الانسجام الطبيعي للألوان المستعملة او الى تعبيرية تلك الألوان خاصة في أعمال الكولاج التي سبق لنا تناولها من قبل. اما الأعمال الزيتية الجديدة للسنان , التي نحت نحو منحى سريالي والتي يبدو كل شيء فيها يتحرك , يدور, يصعد , يهبط , والكائن البشري مبتسرا غير مكتمل النمو ومختزلا في كف واصابع , وصارت البقع الممزقة والاشكال تحل محل الخطوط ورغم أن الألوان أكثر ظهورا الا ان الخطوط تبدو وكأنها خرفشة او اضواء خافتة قد تنجو من الفضاء ولكنها تبقى مهددة بالابتلاع هذه الأعمال تحتاج الى وقفة يمكن تناولها فيما بعد. وعودة الى الافتتاح والمعرض نجد ان الأعمال لفتت انظار الحضور واستوقفت (الزامل) طويلا وكذلك الحميدان .. ولعل كلمة الزامل التي دبجها في دفتر المعرض اكدت ذلك. من اعمال الفنانة جانب من الافتتاح