غدا يدخل رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني المعروف بميوله الامريكية ومفهومه المثير للجدل حول اوروبا الموسعة غرفة الامتحان الاوروبي بتوليه رئاسة الاتحاد الاوروبي في دورة جديدة. ويواجه برلوسكوني انتقادات حادة داخل وخارج ايطاليا تتجاوز شخصه وتعكس حتى قلق بعض الحكومات من مفهومه لاوروبا. فهو معروف بتأييده لاميركا وليبرالي جدا ومؤيد لمبدأ اوروبا واسعة تشمل روسيا وتركيا واسرائيل كما يعرف بمعارضته للدول المساندة لمبدأ اوروبا قوية لا سيما فرنسا والمانيا. وكان برلوسكوني صرح اخيرا انني محكوم بالفوز دائما. وقد بدأت الانتقادات في وقت مبكر في الصحافة الاوروبية حيث اعتبرت مجلة ايكونومسيت البريطانية منذ مطلع ايار/مايو انه غير قادر على قيادة اوروبا بسبب تضارب مصالحه ومتاعبه مع القضاء. وتكثفت الانتقادات منذ ذلك الحين مع اقتراب موعد الاول من تموز/يوليو الذي تتسلم فيه ايطاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. ويدرك برولوسكوني تماما انه سيكون قيد الامتحان خلال رئاسته الاوروبية التي يتولاها للمرة الاولى. وقال الخميس امام البرلمانيين الايطاليين بحضور ابرز اعضاء الحكومة خلال ال180 يوما المقبلة سنحاكم جميعنا على الطريقة التي ستتمكن بها ايطاليا من القيام بدورها كمنسق ومرشد في واحدة من اهم المراحل السياسية والدستورية في تاريخ اوروبا الحديث. وقد حددت مهمته خلال رئاسته الاوروبية في قمة سالونيكي وتتضمن اطلاق مفاوضات بين الحكومات الاوروبية حول مشروع معاهدة دستورية لاوروبا موسعة اعدته الاتفاقية حول مستقبل اوروبا. ويأمل برلوسكوني في التمكن من التوصل الى اتفاق بين الدول الاعضاء قبل نهاية السنة رغم اننا مدركون لاستمرار وجود جدل ومشاكل يجب تسويتها في مجال التوازن بين الدول وتوسيع الغالبية الموصوفة. واضاف انه في هذه الحالة سيتم التوقيع بين 1 ايار/مايو 2004 وانتخابات البرلمان الاوروبي في حزيران/يونيو من السنة نفسها. واكد ان الاحتفال سيجري في روما حيث وقع الميثاق التأسيسي لاوروبا عام 1957. لكن برلوسكوني حدد لنفسه عدة تحديات اخرى خلال الرئاسة الاوروبية. فهو يأمل في انعاش الاقتصاد بفضل برنامج اشغال ضخمة في البنى التحتية ستكون ايطاليا احد اكبر المستفيدين منه. كما يراهن على صداقته مع الرئيس الاميركي جورج بوش لمصالحة اميركا مع اوروبا العجوز وتنظيم مؤتمر سلام في ايطاليا بين الاسرائيليين والفلسطينيين. لكن من اجل القيام بذلك، سيكون عليه استمالة القادة الفرنسيين والالمان غير الميالين جدا لتبني مبادرته بسبب مواقفه لا سيما دعمه للموقف الاميركي من العراق وزلاته الدبلوماسية كما اعتبرت صحيفة ايل سولي 24 اوري الاقتصادية الايطالية. وكان وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو صرح في نهاية ايار/مايو في مقابلة مع صحيفة لا ستامبا الايطالية وضمن خبرته في هذا المجال ان نجاح رئاسة ما، يعتمد على القدرة على لعب دور وسيط ووضع المواقف والاراء الشخصية جانبا.