أوصى رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ الدكتور صالح ابن عبد الله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل مفيدا بأن الله معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف امره وعصاه. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام بمكةالمكرمة: الأمن مطلب عزيز وكنز ثمين وهو قوام الحياة الإنسانية كلها وأساس الحضارة المدنية بأجمعها تتطلع اليه المجتمعات وتتسابق لتحقيقه السلطات وتتنافس في تأمينه الحكومات وتسخر له الإمكانات المادية والوسائل العلمية والدراسات الاجتماعية والنفسية وتحشد له الأجهزة المدنية والعسكرية وتستنفر له الطاقات البشرية ومطلب الأمن يسبق طلب الغذاء وبغير الامن لا يستساغ طعام ولا يهنأ عيش ولا يلذ نوم ولا ينعم براحة. واستشهد على ذلك بأنه قيل لحكيم اين تجد السرور فقال في الأمن فآني وجدت الخائف لا عيش له. وأوضح أنه في ظل الأمن تحفظ النفوس وتصان الأعراض والأموال وتأمن السبل وتقام الحدود ويسود العمران وتنمو الثمرات وتتوافر الخيرات ويكثر الحرث والنسل وفي ظل الامن تقوم الدعوة الى الله وتعمر المساجد وتقام الجمع والجماعات ويسود الشرع ويفشو المعروف ويقل المنكر ويحصل الاستقرار النفسي والاطمئنان الاجتماعي. وبين أنه إذا اضطرب الامن ظهرت الفتن وتزلزلت الأمة وتخلخلت اركانها وكثر الخبث والتبس الحق بالباطل واستعصى الإصلاح على اهل الحق واذا اختل الامن حكم اللصوص وقطاع الطرق وسادة شريعة الغاب وعمت الفوضى وهلك الناس. وقال : تأملوا بلدان من حولكم اختل فيها الأمن فهلك فيها الحرث والنسل وسلبت الاموال وانتهكت الاعراض وفسد المعاش. وأضاف قائلا : ومن اجل هذا فان كل عمل تخريبي يستهدف الآمنين ومعصومي الدماء والنفوس فهو عمل اجرامي محرم مخالف لاحكام شرع الله فكيف اذا كان القتل والتخريب والافساد في بلد مسلم بلد يعلي كلمة الله وترتفع فيه راية الدين والدعوة وعلم الشرع وحكم الشرع ثم كيف اذا كان ذلك في مهبط الوحي ومبعث الرسالة المحمدية في الحرم الحرام في اقدس المقدسات ثم كيف اذا بلغ الضلال باصحابه فجعلوا القرآن الكريم وسيلة للتدمير ووضعوا بين دفتيه ادوات التفجير كما جعلوا ماء زمزم الطاهر اداة للتضليل والتمويه ان ذلك كله يزيد الحرمة حرمة والالحاد الحادا.