إن الأمن والأمان والاستقرار الذي نعيشه هو نعمة كبيرة جداً من رب العزة والجلال لهذا البلد الطيب، لأن الأمن والأمان عنصران أساسيان جداً في الحياة المستقرة، ففي وجود الأمن والأمان تحفظ النفوس وتصان الأعراض، وتأمن الطرق ويسود العمران، وتنمو الثروات، وتتوفر الخيرات، ويسود الشرع، وتعمر المساجد ويكثر الحرث والنسل، ويفشو المعروف ويحصل الاستقرار النفسي ويزداد الولاء للوطن، لأنه عندما يشعر الإنسان بأنه يدافع عن وطنه لأنه بيته الكبير الذي يعيش فيه مطمئناً مستقراً سعيداً، ومن أمثلة المخاطرة بأمن الوطن والأمن والأمان التعامل مع الأشخاص المجهولين، والتعامل وتشغيل المتسللين، والتستر على الأشخاص غير النظاميين، وإذاعة أسرار الوطن، وترويج الشائعات بين الناس، والبيع والشراء مع مجهولي الهوية واستقبال الرسائل والاجابة عنها مع المجهولين المدعمين بأنهم أناس أخيار يقدمون لك خدمة سواء بالرسائل البريدية، أو الرسائل في الأجهزة الإلكترونية، وعمليات غسيل الأموال والتعامل مع مهربي المخدرات والأسلحة، والمحرضين بجميع أشكالهم. لأنه إذا ضاع الأمن والأمان فإن الإنسان يصبح خائفاً قلقاً مترقباً متوتراً حذراً ويقل إنتاجه، ويتوقف تفكيره وابداعه وعطاؤه، ثم ينعكس ذلك جميعه على المجتمع بأسره فتدمر الطاقات، وتشتت الجهود وتهدد المكتسبات ويتأخر الاصلاح ويفتح باب الشر، متلف الممتلكات الخاصة والعامة، وتروع النفوس الآمنة، وتظهر الفتن وتسود شريعة الغاب، وتعم الفوضى، وتسلب الأموال وتنتهلك الأعراض، ويفسد المعاش، وتروع الأنفس، وتضيع الثروات والحقوق والمكتسبات، العامة والخاصة.قال تعالى في محكم كتابه الكريم "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وأرزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر، قال ومن كفر فامتعه قليلاً ثم اضطره إلأى عذاب النار وبئس المصير" البقرة 126. وقال سيد البشر أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". فيا سادة يا كرام دعونا نعلم أبناءنا أن يكونوا قدوة حسنة ورجال أمن كل في مجاله محبين مخلصين لربهم ووطنهم ومليكهم. إن نعمة الأمن والأمان والاستقرار من رب العزة والجلال في هذا الوطن الحبيب تتطلب الشكر والحمد الدائم والدعاء لقادة هذا البلد أعزهم الله جميعاً وأبقاهم. اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار الدائم وعلى جميع بلاد المسلمين اللهم أبعد عنا شر الأشرار وكيد الكائدين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.