تصريحك بعدم وجود ابداع نسائي في محافظة الاحساء وجد ردود فعل واسعة بين المعنيين بالشأن الثقافي في الاحساء، ولم يفت وقت طويل حتى طرحت هواجسك تجاه المجالس، الأدبية في الاحساء بمنتهى القسوة. حساسية الاختلاف ليس في المسألة قسوة على احد، وكل ما في الامر ان مثل هذه الصالونات الادبية ان لم يكن لها هدف ثقافي واضح، فان وجودها كعدمه لانها لا تضيف جديدا، الى الساحة الثقافية لان القائمين عليها لا علاقة لهم بالثقافة، وكما يقال: فاقد الشيء لا يعطيه، ولا اريد ان اعيد ما سبق ان قلته، لكني أنفي تهمة القسوة التي يظنها بعضهم. ولا اعرف سبب الحساسية التي تنتابنا كلما قرأنا رأيا لا يتفق مع آرائنا. بينما المفروض ان نتقبله بصدر رحب في اطاره الثقافي، لا الشخصي، والنظر الى هذا الموضوع من زاوية شخصية لن يفيد احدا، وفي المثل الشعبي: اللي على راسه حصا، يتحسسها، كما نقول في الاحساء. لكنك بعيد عن هذه المجالس، وباستثناء (أحدية) المبارك فانت لا تحضر هذه الصوالين التي هاجمتها، من ناحية وجاملت البعض على حساب البعض الآخر. لا علاقة لهذا الرأي بعدم الحضور، لاني حتى لو حضرت هذه الصالونات فان ذلك لا يعني تغيير موقفي منها، ثم ان تواجدي في الدمام لا يتيح متابعة نشاطها المكثف الذي يعجز عن متابعته حتى المقيمون في الاحساء، وهو نشاط رغم كثافته لا يتسم بوضوح الهدف، ولا يقدم جديدا للساحة الثقافية رغم حسن النيات، لكن ذلك لا يكفي على كل حال. اما مسألة مجاملة بعضهم على حساب بعضهم الآخر، فان الامر لا علاقة له بالمجاملة بقدر ما هو اقرار بحقيقة واضحة، فعندما يتبنى شيخ جليل مثل الشيخ احمد بن على المبارك أحديته الثقافية، فان رصيده الثقافي وتجربته الادبية كفيلان بنجاح احديته، لكن ما هو نصيب الآخرين من الثقافة؟ وماذا قدموا للادب في بلادنا؟ اما اذا كانت المسألة للوجاهة، فهذا امر آخر، ولكل انسان الحرية في اختيار وسيلة للوجاهة لكن ليس على حساب الفكر والثقافة والأدب.