رفض عدد من مسئولي التعليم التعليق على مسألة تسرب اسئلة الامتحانات عبر الانترنت الى طلاب وطالبات الثانوية، وبدا من بعض تعليقاتهم المقتضبة انشغالهم بما يرد اليهم من شكاوى من المواطنين، من جانب آخر عدم رغبتهم في اثارة الموضوع حرصا على سلامة الامتحانات وان تنتهي بطريقة سليمة خاصة وان لجان التصحيح تعمل ليل نهار من اجل اتمام عملية الامتحانات بسلام. الا ان احد الاساتذة شكك في بعض الامتحانات التي قيل ان اسئلتها تسربت الى بعض الطلاب، مشيرا الى ان من غير المؤكد ان أي طالب استطاع الحصول على أي اسئلة، وان ما ينشر في المواقع ما هو الا خداع وتضليل للطلاب وليس اسئلة حقيقية. والغريب سريان (شائعة) ان مجموعة من طلبة الثانوية اجابوا عن اسئلة مادة الفيزياء كما ينبغي في اشارة الى انهم حصلوا على الاسئلة عن طريق الانترنت رافضين ذكر اسم الموقع او الجهة التي اخذوا منها الاسئلة. السعادة وقال محمد انه يشعر بالسعادة لانه حل جميع الاسئلة بجهده واجتهاده وان من يلجأ الى هذه الاساليب غير المشروعة لابد ان يشعر بتأنيب الضمير. وقال نايف : ان الحصول على الاسئلة من خلال الانترنت يعتبره البعض شطارة لا يستطيع كل احد الحصول عليها مشيرا الى ان بعض المواقع تنشر اسئلة وهمية لكي تحظى بزيارات كثيرة وتحشد اكبر عدد ممكن من الزوار، الا انها في بعض الاحيان يمكن ان تنشر اسئلة ذات قيمة ولكن في المجمل هو عمل لا اخلاقي تجب مكافحته. اما راشد الذي يعتقد انه اجاب عن 75% من الاسئلة فانه لا يرغب في التصريح باسم الموقع الذي عثر فيه على الاسئلة رغم انه لا ينوي دخول الموقع مرة اخرى مفيدا انه لم يتحصل عليها سوى في الساعة الخامسة صباحا وانه لم يعتمد عليها كثيرا لانه ذاكر بما فيه الكفاية الا انه لا ينكر استفادته منها. وعما اذا كان يشعر بتأنيب الضمير كونه لم يعتد الغش في السنوات الماضية قال انه شعر بذلك لكنه فكر في مصيره بعد التخرج وانه اذا لم يحصل على علامات مرتفعة خاصة في الفيزياء فانه لن يحصل على تخصص مناسب في الجامعة مشيرا الى انه سيستغفر الله على هذه الخطيئة. اما عبدالله فلديه وجهة نظر اخرى حيث انه وبالرغم من انه غير متفوق ويعتبر نفسه في الدرجة المتوسطة فانه لا يعتمد على العثور على اسئلة من اي جهة معينة، سواء من الانترنت او من أي مكان آخر، مفيدا بانه يعتمد على نفسه اعتمادا كاملا، ويذاكر المادة اولا بأول، لانه يرغب في ان يبني مستقبله بجهده الخاص فما فائدة ان يحل الانسان الاسئلة ويحصل على علامة ممتازة ثم لا ينتفع بها في مستقبله، مؤكدا ان هناك جيلا من الشباب همهم الحصول على الشهادة بعلامات مناسبة دون النظر بعين الاعتبار الى حجم الجهود التي انفقوها مقدما نصيحته للطلاب بان ينتبهوا لانفسهم ويتركوا الاعتماد على جهود الآخرين واسئلة متناثرة هنا وهناك. موقع عصابات المافيا من جهة اخرى افادت بعض الطالبات بأن اسئلة الفيزياء تسربت عبر الانترنت صباح السبت في موقع المافيا www.almafia.com.vb.lndex.php وكما يبدو من اسمه فانه اشبه بموقع لعصابة قادرة على جلب أي شيء اليه سواء بطريقة السرقة او المجهود الذاتي ومن عناوين المنتدى مركز المافيا الدولي - تجمعات المافيا - زعماء المافيا - المافيا للتعارف... بالاضافة الى الاسماء العادية التي من ضمنها منتدى الطلاب وقد كتبت عبارة صغيرة (اسئلة مناهج الصفوف النهائية بنين + بنات) وعبارة صغيرة اخرى اشبه بالتحذير (لايمكن مشاهدة هذا القسم الا للاعضاء). وهناك عبارات ترحيبية اخرى من قبيل (هل ترغب في الحصول على اسئلة الفيزياء؟ ادخل هنا.. أو نرسل اليك اسئلة جميع المواد بشكل سري، وغيرها من عبارات الاغراء وقد وصل عدد زائري الموقع حتى تاريخ كتابة التحقيق الى 681ر140ر18 زائرا ويزداد بمعدل 100 زائر تقريبا كل 10 دقائق الامر الذي يعني تزايد الطلب على الدخول اليه والحصول على بعض الامتيازات (اسئلة اليوم القادم). وتقول الطالبة زهراء (ثالث ثانوي) لم نفاجأ عندما اكتشفنا ان الاسئلة تغيرت عن الذي شاهدناه في موقع المافيا حيث اننا اعتدنا على هذا الموضوع فقد اكتشفت بداية الاسبوع الماضي اسئلة الكيمياء، ونحن لم نعتمد عليها لانها جربت العام الماضي والطالبة التي تعتمد على اسئلة مهربة تحتقر نفسها وتضيع جهودها فيما لا طائل من ورائه. وتؤكد الطالبة رقية (ثالث ثانوي) هذا الكلام قائلة : ان اسئلة الفيزياء سهلة للغاية وتستطيع أي طالبة الاجابة عنها، فلا داعي للخوف والتوجه للانترنت أو الى أي شخص يغرينا بوجود الاسئلة، فنحن جيل يجب ان نعتمد على كفاءاتنا وعقولنا ونثبت للمجتمع اننا نشق طريقنا من خلال جهودنا الذاتية ومذاكرتنا الحقيقية حتى نستطيع مواصلة مشوارنا التعليمي من خلال ما نقدمه في اوراق الامتحان بعد المذاكرة. وتقول ليلى والدة احدى الطالبات انها تشعر بالأسى والحزن جراء الجري المحموم والاعتماد على الانترنت بهذه الطريقة المخجلة، الامر الذي اثر على مستوى الكثير من الطالبات سلبيا، في اشارة الى ان ابنتها كانت مرشحة لجائزة الامير محمد بن فهد للتفوق، ولكن الفوضى التي حدثت في مادة الكيمياء واعادة الاسئلة ثلاث مرات سببت ارباكا للطالبات اللاتي بذلن جهدا كبيرا في المذاكرة وكانت ابنتي احداهن، حيث انها تعثرت نوعا ما في الكيمياء لأن الاسئلة جاءت مختلفة عما ذاكرته، وتعتقد ليلى ان ابنتها لن ترشح للجائزة لهذا السبب، محملة المسؤولية لهذا النوع من التربية التي تجعل الطالبة تلهث خلف السراب فلابد ان يأتي اليوم الذي لا يستطيع احد الاستفادة من الانترنت لاغراض سيئة. وافادت موجهات وبعض المعلمات بان الاسئلة تبدل يوميا، وان هناك بديلا لكل مادة تصل الى ثلاث مرات احيانا، لان الاسئلة تخترق ولا توجد حلول حاليا سوى بهذه الطريقة مؤكدات ان الاسئلة ليست صعبة ولا تحتاج الى كل هذا العناء. التربويون: لا لسرقة جهود الغير من جهتهم قال التربويون انهم ضد هذا التوجه في اشارة الى ان اغلب هؤلاء الطلاب هم من الذين لا يثقون بأنفسهم. وقال عبدالواحد اليوسف من التعليم التجاري : ان الطلاب الذين يسرقون الاسئلة هم في الواقع يسرقون جهود الآخرين وهذه ليست عدالة، لان الطلاب المتفوقين قد يخسرون بعضا من علاماتهم او كثيرا منها اذا ما اعيد الامتحان بسبب الغش، من جهة اخرى يشير اليوسف الى ان بعض الطلاب الذين يعتقدون أن حصولهم على علامات مرتفعة ليستفيدوا منها في الجامعة مخطئون لان اختبار القدرات في الجامعات الذي يعتمد على الذكاء ومعلومات الطالب سيوقعهم في فخ الخواء، وبهذه الطريقة فهو يعتبر غير مؤهل لمواصلة التعليم، حتى لو تمكن من المواصلة فان طريقه غير مأمون. ويقول حبيب محيف ان الرهبة من الاختبارات تجعل بعض الطلبة يبحثون عن الاسئلة في كل مكان، وان مجرد اطمئنان الطالب لأي وسيلة يرى فيها بصيص أمل يجعله مندفعا للحصول عليها والاستفادة منها حسبما يرى مشيرا الى ان ذلك امر طبيعي لكل شخص مقصر طوال العام. اما الطالب الواثق من نفسه فانه من المستحيل ان يجري خلف هذا السراب لانه يضمن لنفسه النجاح من خلال مذاكرته. وبالنسبة لمادة الفيزياء فهي من الصعوبة العلمية ما يجعل من الطلاب المتفوقين يخشون منها فما بالك بالكسالى ولذلك فان أي رائحة اجابة تعتبر مكسبا لهم مشيرا الى انه لم يسمع ان تسربت اسئلة في اي مدرسة مضيفا انه سمع من زملائه مدرسي المادة ان اسئلتها سهلة للغاية ولا تحتاج لمجهودات كبيرة فالضعيف والمتوسط والقوي يستطيعون الاجابة عنها. ووجه المحيف نصيحته للطلبة بأن يعتمدوا على انفسهم وان يفهموا المادة فهما صحيحا ويقللوا من حالة القلق التي يعيشونها وذلك بالاعتماد على الله. جايبها من الانترنت!! صدقوني ان الاسئلة سهلة