لايحظى القائد العراقي عبد الحميد محمود التكريتي الملقب ب(عبد حمود)السكرتير الخاص للرئيس العراقي السابق صدام حسين بشهرة واسعة خارج العراق أما داخل البلاد فإن مجرد ذكر اسمه يجعل العراقيين يرتعدون خوفا. وحمود الذي اعتقلته القوات الامريكية الاثنين الماضي هو العضو رقم 4على لائحة الحكومة الامريكية التي تضم 55 عراقيا مطلوب القبض عليهم والذي يأتي اسمه مباشرة بعد صدام ونجليه عدي وقصي. وقال معارضون عراقيون إن محمود كان يتمتع بسلطات واسعة بما فيها حرية دخول قصر صدام وإلغاء القرارات الحكومية. وكان يطلب حتى من عدي وقصي تسليم أسلحتهما قبل السماح لهما برؤية والدهما. وذكرت تقارير إعلامية إن محمود لم يكن مجرد سكرتيرا شخصيا لصدام وحارسه الشخصي وطياره الخاص وإنما كان أيضا رئيس المستشارية الرئاسية. وأشارت بيانات حكومية بريطانية إلى أن المستشارية تتكون من 100 عضو يجرى من بينهم تعيين أعضاء جهاز الاستخبارات. ولم تكن تلك الجهة الامنية مسئولة فحسب عن توفير الحماية الشخصية لصدام وإنما كانت مسئولة أيضا عن جميع القضايا الامنية والاستخباراتية. وبصفته عضوا في اللجنة الامنية الخاصة التي تأسست في عام 1996 كان محمود مسئولا عن التعاون مع مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة بالاضافة إلى إخفاء الوثائق والمعدات. وينتمي حمود لعشيرة التكريتي التي ينتمي إليها صدام أيضا كما أنه من أقرباء القائد علي حسن المجيد المعروف بعلي الكيماوي بسبب ما يزعم من إصداره أوامر بقتل آلاف الاكراد العراقيين بالغاز السام في عام 1988 والمجيد قريب صدام حسين. وذكرت تقارير أخرى إن حمود هو أحد شيوخ عشيرتي البوناصر والكتاب الذي كان صدام يعين من بين أعضائهما مسئولين حكوميين وحزبيين وعسكريين وكذلك مسئولي جهاز الاستخبارات. وولد حمود في أوائل الخمسينات لاسرة ريفية. وذكرت الحياة إن حمود أنهى تعليمه عند المرحلة الابتدائية إلا أن المجيد ساعده على التسلل داخل الدوائر القيادية. ورغم أنه لم يتلق تدريبات عسكرية إلا أنه ارتقى لمنصب القائد العسكري. كما حصل أيضا على درجة الدكتوراه الفخرية. أما عن واقعة صعوده في سلم السلطة فقد حدثت عام 1995 عندما تولى هذا الرجل قيادة عملية عسكرية بعد أن فر قريب صدام حسين كامل وزير ورئيس المجمع الصناعي العسكري إلى الاردن. كما تولى أيضا إدارة جميع السجون في العراق وكان مسئولا عن سجلات ضحايا النظام السياسيين. وذكرت تقارير إعلامية أنه قبل الحرب على العراق كانت آخر أعمال حمود هي إصدار تعليمات لحراس صدام بإعداد مزارعهم ومنازلهم في ضواحي بغداد لاجتماعات للقيادة العراقية. ولم تدل القيادة المركزية الامريكية بأي تفاصيل حول الطريقة التي اعتقلت بها حمود.