أطلقت قوات مكافحة الشغب الكمبودية النار في الهواء أمس واستخدمت الهراوات لتفريق المئات من عمال من مصنع للملابس يحتجون لليوم الثاني على التوالي قبيل انعقاد قمة اقليمية لدول المنطقة تخصص لبحث القضايا الأمنية في العاصمة فنومبينه. وردد المتظاهرون ومعظمهم من النساء الهتافات والقوا بقشر الفاكهة على المئات من جنود الشرطة المتمركزين خلف المتاريس والمسلحين بالبنادق الآلية (ايه كيه 47) والهراوات. ويأتي تجدد احداث العنف بعد مقتل احد العمال المحتجين وضابط شرطة خلال اعمال الشغب التي وقعت يوم امس الاول وشارك فيها ما يزيد على 1000 عامل من سكان نفس الحي الفقير بالمدينة. وبعد ساعتين من المواجهات العنيفة قام نحو 200 جندي من قوات الشرطة بمهاجمة حشد المتظاهرين بالهراوات ورد عليهم البعض بالقاء الحجارة قبل ان يفروا من امامهم. وقد اطلق رجال الشرطة عدة دفعات من الرصاص واحتجزوا احد الشبان لكنه لم ترد اي تقارير فورية عن وقوع اصابات. وتسبب اعمال العنف حرجا لرئيس الوزراء هون سين فيما يستعد لاستقبال الوفود المشاركة في قمة المنتدى الاقليمي لرابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) لاظهار أن بلاده تمكنت أخيرا من ترك ماضيها العنيف خلف ظهرها. وقد أنتج نحو 220 مصنعا للملابس في ارجاء كمبوديا في عام 2001 صادرات تقدر قيمتها بنحو 1ر1 مليار دولار مما يمثل نحو 77 % من اجمالي صادرات كمبوديا. ومعظم هذه الصادرات من الملابس ذهبت لاسواق الولاياتالمتحدة لتباع تحت اسماء تجارية شهيرة. واتهمت جماعات حقوق الانسان بعض المصانع باستغلال العمال لكن منظمة العمل الدولية اشارت في العام الماضي الى ظهور علامات مشجعة على التحسن في ظروف العمل. وانتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان الحكومة الكمبودية في بيان أصدرته يوم امس الاول قبل وقوع الاضطرابات قائلة انها استخدمت أعمال شغب وقعت ضد الأقلية التايلاندية في يناير الماضي كمبرر لاتخاذ اجراءات صارمة ضد اي شكل من أشكال الاحتجاج استعدادا للانتخابات المنتظرة الشهر القادم. وشددت اجراءات الامن في فنومبينه استعدادا لوصول وزراء خارجية أكثر من 20 دولة من بينها الولاياتالمتحدة للمشاركة في اجتماع أمنى لدول آسيا والمحيط الهادي يعقد في 18 يونيو الجاري. كما تزايدت أيضا حدة التوترات السياسية في الدولة المضطربة الواقعة في جنوب شرق آسيا حيث تجري انتخابات عامة في 27 يوليو المقبل. وعادة ما تسبق الانتخابات في كمبوديا الاضطرابات المدنية.