كان يجب ان تكون اقامة مصنع لسيارات (بروتون) اسعد ايام تانيونج ماليم البلدة الصغيرة التي يتجنبها طريق رئيسي يعتبر شريانا يربط الشمال بالجنوب. ولكن السكان غير سعداء بسبب عدة تساؤلات حول مستقبل الشركة وذكريات عن توقف المشروع اثناء الازمة المالية الاسيوية في نهاية التسعينات. وتستحوذ بروتون على 60 في المئة من سوق السيارات الماليزي وهو الاكبر في جنوب شرق اسيا ولكنه يواجهها تهديد شركات يابانية وكورية جنوبية خاصة وان تعرفة السيارات ستهبط من نحو 300 في المئة الى خمسة في المئة في 2005. سيناريو يقض مضجع صناع السيارات في دول اسيوية اخرى مثل الهند حيث يبلغ نصيب السيارة (ماروتي) أكثر من 80 في المئة من السوق منذ عشرات السنين وتواجه منافسة قوية من صناع أجانب ينتجون محليا. وتحسنت اسعار العقارات منذ ان احيت شركة بروتون خططا لبناء مصنع في تانيونج ماليم ولكن خبراء عقارات ينظرون بحذر الى احتمالات انتعاش البلدة. قال احدهم يمتلك بروتون ويرا المشكلة ليست انهم لا يمتلكون الامكانيات ولكن أن جزءا من السوق تحتدم فيه المنافسة. وتواجه بروتون مجازفات فلقد هبطت المبيعات والشركة في أشد الحاجة الى طرز جديدة لتحل محل القديمة مثل ايسوارا وويرا. بل وألمحت الى احتمال انشاء تحالفات مع مصانع أجنبية مما جعل محللين يعتقدون انه قد يؤدي الى اندماج. واسفرت طموحات رئيس الوزراء مهاتير محمد لفطام ماليزيا عن سلع معينة عن مولد بروتون في 1983. وساعد نمو الطبقة المتوسطة والتكنولوجيا اليابانية وهوامش ربح مجزية على استمرارها رغم مشاكل صناعة السيارات العالمية. فقدت تانيونج ماليم التي كانت عرينا للنشاط الشيوعي والاقتتال في الخمسينات اغلب منافع التجارة العابرة عندما تجاوزها الطريق السريع. تقلصت دخول الباعة الجائلين الذين كانوا يتعاملون مع سائقي الشاحنات وهاجر عدد كبير من الشباب الى كوالا لمبور التي تبعد 80 كيلومترا جنوبا. ومن المنتظر أن يبدأ مصنع بروتون باستثمار مبدئي مقداره 52ر1 مليار رنجيت (400 مليون دولار) لانتاج 150 ألف سيارة سنويا ويبدأ العمل في الربع الاول من 2004 مع احتمال زيادة سعته الى مليون وحدة. ويواجه مصنع بروتون العجوز اياما صعبة ففي مايو حذر من ضعف الطلب وعدم وضوح الرؤية على نقيض توقعات رابطة صناعة السيارات الماليزية بنمو السوق بمقدار 5ر3 في المئة هذا العام ليبلغ 450 ألف وحدة. هبطت المبيعات بمقدار 10 في المئة في القيمة والحجم اثناء العام الحالي حتى نهاية مارس اذار لتبلغ 27ر9 مليار رنجيت أو 216083 وحدة بالمقارنة مع العام السابق. وصافي الارباح كان منخفضا حيث هبط بمقدار 200 مليون رنجيت من توقعات الشركة. قال محلل ان الشركة ربما تستبدل طراز ويرا بسيارة يبلغ ثمنها 50 ألف رنجيت تشبة طراز لوتس البريطاني. واشترت شركة بروتون الشركة البريطانية في 1996. ويصعب سبر غور استراتيجية بروتون ولكن أسس خطتها ظهرت الشهر الماضي باعلانها انها ستمنح بعض مكونات الشركة فرصة لتحسين الاداء ودخول تحالفات بمفردها. ويرى محللون في هذه الخطوة مقدمة لشراكة جديدة تقوم على خطة ثلاثية الابعاد.. تقليل الطرز الفخمة داخل ماليزيا ومشروعات مشتركة للانتاج والبيع بالخارج ومنح عقود تجميع في الداخل.