فرقت قوات الامن الايرانية بالهراوات في الساعات الاولى من صباح امس تظاهرة شارك فيها آلاف الاشخاص في طهران هي الاولى منذ اشهر في ايران التي تشهد توترا في الداخل وتتعرض لضغوط خارجية كبيرة منذ الحرب في العراق. تدخلت اعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب يساندها رجال باللباس المدني قامت بضرب الجموع التي احتشدت حول المدينة الجامعية في وسط العاصمة. وقال شاهد عيان ان قنابل مسيلة للدموع القيت على المتظاهرين. وطوقت الشرطة بعد ذلك القطاع. ويبدو ان المتظاهرين تدفقوا على المدينة الجامعية بعد ان علموا ان مئات الطلاب يتظاهرون فيها. وتجمع بذلك ايرانيون من كل الاعمار والطبقات الاجتماعية وبعضهم مع عائلاتهم في هذا الحي السكني الذي تقيم فيه الطبقات الوسطى. واطلقوا ابواق سياراتهم وتركوها في وسط الشارع لينضموا الى المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات ضد قادة البلاد، مطالبين بالافراج عن السجناء السياسيين و مؤكدين دعمهم للطلاب الذين يشكلون رأس حربة المعارضة في البلاد. واكد المشاركون في التظاهرة التي استمرت ثلاث ساعات انه لم تعد المدافع والدبابات والباسيدج (ميليشيا المتطوعين الاسلاميين) تخيفنا. وادت التظاهرة الى اغلاق الشوارع التي اضرمت النار على ارصفة بعضها. واحرقت دراجات بينما تحطم زجاج واجهات مصارف وخربت غرف للاتصالات الهاتفية واقتلعت لوحات للسير قبل ان تتدخل قوات الامن. وتعد هذه التظاهرة الاحتجاجية هي الاولى منذ التجمعات الطلابية التي جرت في نهاية نوفمبر ومطلع ديسمبر، تأتي في جو من التوتر السياسي الحاد والضغوط الامريكية المتصاعدة منذ نهاية الحرب على العراق. وكان طلاب ايرانيون قد تظاهروا حينذاك احتجاجا على الحكم بالاعدام على الاصلاحي هاشم اغاجاري. وقد تمكنت السلطات الايرانية من احتواء حركة الاحتجاج التي لم تمتد الى الشارع عمليا واقتصرت على الحرم الجامعي. ودعا مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الاحد الماضي الطلاب الى المحافظة على الهدوء لافشال الخطة الشيطانية للامريكيين الذين يريدون استغلال ذكرى التظاهرات الطلابية التي جرت في عام 1999 لزعزعة استقرار النظام الاسلامي. التي ظل من خلالها وسط طهران طيلة ثلاثة ايام في يوليو 1999 مسرحا لتظاهرات مناهضة للسلطة في اعقاب تدخل وحدات الشرطة ضد الطلاب في جامعة طهران بسبب تظاهرة صغيرة ضد حظر صحيفة سلام الاصلاحية. واعلن رسميا عن مقتل طالب في هذه المواجهات واعتقال المئات الاخرين. وقال مسؤول في محافظة طهران في تصريحات بثتها وكالة الانباء الطلابية ان تظاهرة الطلاب جاءت بسبب مشروع لخصخصة الجامعات يثير قلقهم. وقال مدير الشؤون السياسية والامنية في المحافظة علي طعاله انه من الممكن ان يشكل هذا النوع من القضايا مع اقتراب ذكرى التاسع من يوليو حجة لحوادث من هذا النوع. داعيا الطلاب الى تفهم الوضع في البلاد والعمل على منع تصعيد حركتهم.