اندلعت اشتباكات بين أنصار المعارضة وقوات الأمن الإيرانية في العاصمة طهران أمس أثناء مسيرات في ذكرى عاشوراء، وفق ما أفاد مراسل الجزيرة هناك ملحم ريا مؤكدا ما نقله موقع للإصلاحيين عن الإنترنت، في حين حذر قائد شرطة طهران المعارضة من استغلال الذكرى لتسيير تظاهرات مناهضة للحكومة. ونقل المراسل عن شهود عيان أن تجمعات المتظاهرين كانت في جنوبطهران وتحديدا في شارع انقلاب، حيث تواجدت قوات الأمن بكثافة واستخدمت الهري والغاز المدمع لتفريق أعداد المتظاهرين التي كانت محدودة وفق الشهود. وردد المتظاهرون خلال هذه التظاهرات –بحسب المراسل- شعارات مناهضة للحكومة، مشيرا إلى أن أهمية هذه التجمعات في ذكرى دينية أنها الأولى بعد وفاة آية الله منتظري الذي يعتبر المرشد الروحي للمعارضة وما أعقب ذلك من اشتباكات بين أنصاره والشرطة أثناء مراسم التشييع في قم وأصفهان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد مراسليها في طهران أن الشرطة الإيرانية اعتقلت عددا من المشاركين في التظاهرة في ميدان انقلاب وضربت عددا من المحتجين الذين تراوح عددهم بين 200 و300 شخص. وأشارت الوكالة إلى أن مجموعات أصغر من المحتجين تظاهروا قرب جامعة طهران حيث اعتقلت السلطات شخصين منهم على الأقل، في حين انتشرت شرطة مكافحة الشغب بكثافة في مناطق رئيسية وسط طهران تحسبا لمسيرات المعارضة. وأصدر قائد شرطة طهران إسماعيل أحمدي مقدم تحذيرا اليوم من استغلال ذكرى عاشوراء للتظاهر ضد حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عنه توعده بقمع من وصفهم بمثيري الشغب واعتقال قادتهم. وقد نقل موقع جرس الإلكتروني التابع للإصلاحيين الإيرانيين أن (اشتباكات عنيفة) اندلعت بين قوات الأمن والمعارضة في العديد من أجزاء وسط طهران. ورصد الموقع المقرب مما تسمى بالحركة الخضراء بقيادة المرشح الرئاسي الخاسر مير حسين موسوي، وقوع اشتباكات أيضا بين متظاهرين والشرطة شرقي طهران. وأعلنت جماعات المعارضة أنها ستستغل الذكرى السنوية ليوم عاشوراء -ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما- لتجديد المظاهرات المناهضة للرئيس أحمدي نجاد وسط تحذيرات من الشرطة بأنها ستواجه بقوة أي تجمع لأغراض غير دينية. تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية ممنوعة من تغطية مظاهرات الشوارع التي تنظمها المعارضة. وشهدت الساحة الإيرانية مظاهرات واسعة النطاق بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 12 يونيو الماضي وأدت إلى إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد، وسط اتهامات من جانب المعارضة السياسية بتزويرها.