برقيات الشكر الجوابية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لأمراء الرياضوالشرقية ونجران وتبوك تنم في مجملها عن تنويه واضح بالروح الوطنية الصادقة التي سادت مشاعر المواطنين تجاه العمليات الأرهابية التي تعرضت لها الرياض مؤخرا, فالشعب السعودي بأكمله شجب جملة وتفصيلا تلك الأعمال البربرية الهمجية التي لا يقدم عليها الا من فقد دينه وأخلاقه وانسانيته, فقتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق جريمة تعاقب عليها الأديان والقوانين والأعراف الدولية, ولا شك ان أولئك الآثمين الذين اغترفوا تلك الجريمة مجردون تماما من أي وزاع ديني او أخلاقي او انساني, فارتكبوا ما ارتكبوه من اثم سوف يحاسبهم الله عليه حسابا عسيرا في الآخرة, وسوف يعودون بالخزي والعار في الدنيا, فما حدث في الرياض مناف تماما لقيم وتعاليم ومثل العقيدة الاسلامية السمحة, ومناف للأعراف والتقاليد الاجتماعية السائدة في هذا الوطن الآمن المسالم, فمن نافلة القول ان يكون السخط الشعبي من أبناء هذه الديار واضحا وبارزا, فهم غير راضين عما حدث وقد أكدوا وقوفهم صفا واحدا مع قيادتهم الرشيدة وهي تعالج تلك الجريمة النكراء منعا لأي تهديد يستهدف أمن هذه الديار وأمانها, فقد عرفت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) وحتى العهد الراهن أنها تتمتع بسمة الأمن التي تعد من أهم سماتها التي كان لها الفضل بعد فضل الله وفضل التوجيهات السديدة لقيادة هذا الوطن في تطوره ونموه وتحديثه, فمن المستحيل ان يزدهر شعب والأرض تغلي من تحت ارجل ابنائه كالمرجل, فقد عرف هذا الوطن بأمنه وأمانه واستقراره, وهي نعم يحسد عليها من كثير من أقطار وأمصار العالم شرقية وغربية وهي تعاني من ويلات الجرائم والفتن والانحرافات الأمرين, فكل افراد هذا الشعب الأوفياء لقيادتهم ووطنهم شجبوا واستنكروا تلك الاعمال الدنيئة الخارجة عن القيم والأعراف والمثل السمحة, ولن يتمكن اولئك المارقون الخارجون عن القانون من الافلات من يد العدالة التي سوف تحاسبهم حسابا مريرا على ما اقترفته أياديهم الملطخة بدماء الابرياء ليكونوا عبرة لمن يعتبر.