وصلت دراسات حقلية للفريق العلمي المكون من باحثي الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها ووزارتي الزراعة والمياه والكهرباء والوكالة اليابانية للتعاون الدولى وخبراء من جامعتي الملك عبدالعزيز والملك سعود ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمركز الإقليمي لأبحاث الزراعة والمياه الى استنتاجات عن ظاهرة الموت القمى لاشجار العرعر فى جبال مناطق عسيروجازان ومكة المكرمة. وبينت تلك الاستنتاجات ان اشجار العرعر تنتشر على مساحات كبيرة فى مواقع مختلفة الارتفاعات تزيد على 1700 متر عن سطح البحر مكونة غابات تلعب دورا حيويا باعتبارها مصدرا مهما للتنوع البيولوجي فى المملكة العربية السعودية وهى أشجار معمرة اذ تتعدى أعمارها الالف عام وتستغرق تلك الغابات فى تكوينها الاف السنين. واعطت الاستنتاجات لاشجار العرعر صفة الحساسية لانها تعيش فى بيئات خاصة ولهذا فان امكانية تأثرها سلبا يكون من السهولة بمكان خاصة وان مصدر الرى لتلك الغابات يتركز فى كمية الامطار القليلة نسبيا التى تهطل على المرتفعات علاوة على ما تحصل عليه اشجار العرعر من رطوبة بواسطة الغيوم التى تلامس فروعها وجذوعها. وارجعت الدراسة اسباب موت الاشجار المعمرة الى الضغوط البيئية المصاحبة لنشاط الانسان مثل شق الطرق فى الجبال الذى يعرقل الانسياب الطبيعى لمياه الامطار علاوة الى انشطة التخييم وتدمير النباتات السطحية وطبيعة سطح التربة. ورأت الدراسة ان ظاهرة الموت القمى لاشجار العرعر ظاهرة طبيعية كصفة من صفات النبات ويلجأ اليها العرعر فى مختلف مناطق العالم لتساعده على البقاء احيانا اثناء مواسم الجفاف وذلك بالتخلص من بعض اجزاء النبات وقد تنمو اجزاء جديدة اذا تحسنت الظروف الا انه فى بعض الحالات يوجد موت جماعى لغابات العرعر كما فى غابات جبل طلان بمنطقة جازان. وأكدت تلك الاستنتاجات ان ظاهرة الموت القمى اصبحت الان واضحة جدا لعدم قطع الافرع اليابسة وقلة الامطار والضغوط البيئية بسب الانسان والحيوان. وكانت منطقة عسير قد شهدت الاسبوع الماضى حملة كبيرة شارك فيها مائة وسبعون طالبا وكشافا من الادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة عسير اضافة الى خبراء ومتخصصين من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها واهل الخبرة. وتركزت الحملة لمعالجة ظاهرة الموت القمى لاشجار العرعر فى محمية ريدة التى تعتبر من اجمل الاماكن الطبيعية ذات المناظر الخلابة والمطلات التى يلمس الانسان من امامها قطع السحاب المسافرة الى فضاءات عسير. وتم تقسيم المشاركين الى ثلاث مجموعات اختصت الاولى بزراعة مئات من شتلات العرعر على قمم الجبال وسفوحها والمجموعة الثانية اتجهت الى ازالة الاغصان التالفة من اشجار العرعر كعلاج وقائى يرى الخبراء ضرورة القيام به لحماية اجزاء الشجرة الباقية من الموت باذن الله فيما اتجهت المجموعة الثالثة الى اسفل جبال ريدة لمحاولة اقامة جدران استنادية لحماية جذور العرعر من انجراف التربة وعوامل التعرية. وسيتم تقييم نتائج هذه الحملة الاولى فى الشهور القادمة.