أكد رئيس مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات البيئية والسياحية بجامعة الملك خالد بأبها البروفيسور حسين بن مانع الوادعي وجود ما يقارب 2243 نوعا من النباتات الطبيعية في المملكة، يتركز 70% منها في منطقة عسير. وقال الوادعي ل"الوطن" إن هذه النباتات تحتوي على أنواع مهددة بالانقراض وأخرى مميزة للمنطقة، كما يوجد العديد من النباتات الطبية والعطرية ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة والكثير من السلالات الزراعية مثل القمح والشعير والذرة والنخيل والأعناب، مبيناً أنه تم الرفع بمقترح لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لإنشاء وحدة بنك للجينات الوراثية لجمع وحفظ تلك النباتات. وحول ما يتعلق بخطة المركز، قال الوادعي إنها تتلخص في إنتاج ونشر البحوث والدراسات والكتب في مختلف مجالات العلوم البيئية والسياحية، إضافة لرصد وتحليل وتقييم الظروف والمشكلات البيئية والسياحية وتحديد عواملها الطبيعية والحضارية وتطوير وسائل معالجتها مما يسهم في تمكين المصالح والمؤسسات العامة والخاصة من رسم السياسات والاستراتيجيات المناسبة لتجنب تدهور الظروف البيئية والنشاط السياحي، والمساهمة في تطوير تصورات الرأي العام بشأن القضايا البيئية والسياحية وزيادة الوعي الجماهيري بأهمية الحفاظ على الموارد البيئية والسياحية. وأضاف أن الخطة تستهدف أيضا تشجيع التعاون البحثي المشترك بين الباحثين في مختلف مجالات العلوم البيئية والسياحية على مستوى جامعة الملك خالد والجامعات الأخرى وإشراك الشركات المتخصصة، وإعداد وتدريب الكوادر الوطنية في مختلف مجالات العمل التطبيقي البيئي والسياحي، وتقديم الخدمات الاستشارية العلمية والفنية للمؤسسات العامة والخاصة، وعقد الندوات وورش العمل والمؤتمرات العلمية المتخصصة في مختلف المجالات البيئية والسياحية، والتنسيق والتعاون مع المراكز والجهات العلمية المهتمة بالدراسات البيئية والسياحية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وطرح الظروف والمشكلات البيئية والسياحية على مجتمع صناع القرارات السياسية وعلى الجماعات الجماهيرية لإحداث تغيير جذري بناء وملموس، وإصدار المطويات والكتيبات والنشرات المتعلقة بالثقافة العامة والتوعية البيئية والسياحية. وأوضح الوادعي أن تحقيق تلك الخطة يأتي عبر عشر وحدات، يتكون منها مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز تعنى بالبحوث والدراسات البيئية والسياحية والسموم والمراقبة ومكافحة الآلات الضارة بصحة الإنسان واقتصاده والمعلومات الثقافية والتوعية البيئية والسياحية إضافة إلى وحدات الإدارة البيئية والسياحية والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية G.I.S وخدمة المجتمع والنشر. وعن أهم الدراسات التي قام بها المركز، ذكر الوادعي أن الدراسات شملت رصد حالة التلوث الغذائي في الأسواق وصيانة وتنمية الوضع البيئي لجزر فرسان واستخدام مواد غير تقليدية منتشرة في المملكة بصورة كبيرة في معالجة مياه الصرف الصحي "المياه الرمادية" ومياه الصرف الصناعي والاستفادة من مخلفات أشجار النخيل ونوى التمر في إنتاج مواد ذات فعالية عالية للتربة الزراعية، وترشيد استهلاك الماء للمزروعات، ووضع التصور الكامل لظاهرة الموت القمي لنبات العرعر الذي تشتهر به المملكة، إضافة لدراسة التركيب الكيماوي لمياه الأمطار ومجاري السيول لتسهيل السبل لخزن هذه المياه ثم الاستفادة منها في أغراض متنوعة بالاعتماد على حجم المياه وتركيبها الكيماوي، ودراسات عن ظاهرة التصحر باستخدام الأساليب الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية. وأشار الوادعي إلى أن هناك دراسة عن سبل المحافظة على إنتاجية وادي بيشة من التمور. وقال إن من بين الدراسات الهامة التي أجراها المركز عمل دراسة مسح وتقييم بيئي لوادي عيا (80 كلم شمال مدينة أبها) إضافة لدراسة علمية عن الوضع البيئي لمتنزه السودة، ورصد بعض النباتات المهددة بالانقراض وما آلت إليه حالة هذه النباتات، وصدر كتاب في هذا الخصوص. وأشار إلى أن المركز قام بعدة زيارات علمية إلى الشقيق لدراسة الوضع البيئي هناك، ورحلة علمية إلى جزيرة أم الراك التابعة لمنطقة جازان بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، إضافة إلى القيام بأول دراسة استكشافية في إحدى الغابات في وادي غنب في جبال تمنية بمنطقة عسير.