الإنسان الذي يتنزه في منتزه بشار بمركز السودة السياحي أو إلى أي مكان من غابات العرعر المنتشرة على مرتفعات وأصدار منطقة عسير يلمس فرحة البيئة في تلك الأماكن الجميلة .. وكيف عادت تعمل بمنظومة طبيعية واحدة . وتمثل أشجار العرعر المعمرة وأغصانها المتشابكة حجر الزاوية كغطاء نباتي في جمال الطبيعة وتزدهر في ظلها وتحتها مجاميع نباتية وحيوانية مختلفة كما انها تعمل على حماية مساقط المياه ونظم جريان مياه الأمطار وتحمي التربة من التعرية إضافة الى انها تعد من أهم عناصر الجذب السياحي في عسير. ومنذ سنوات عصفت بأشجار العرعر موجة مرض وكادت أن تعري أجمل مناطق المملكة العربية السعودية الطبيعية وأطلق عليها العلماء ظاهرة /الموت القمي للعرعر / خاصة في بعض المواقع التي أصابها الموت الجزئي أو القمي أو الكامل للاشجار فرديا و مجموعات0 وقد اهتم المسؤلون في حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله بظاهرة موت تلك الأشجار وما قد تسببه من خلل كبير في البيئة المحيطة وتم إعداد الدراسات العلمية والتجارب البحثية لعلاج تلك الظاهرة كان أخرها برنامج مراقبة أشجار العرعر في المنطقة الموقع عام 2006م بين وزارة الزراعة في المملكة ومنظمة الأغذية الزراعية التابعة للأمم المتحدة / الفاو/ ولمدة عام واحد ويهدف إلى تحديد أسباب الموت القمي للعرعر وإعادة التأهيل للمواقع المتدهورة 0 ولم تنتظر إدارة منتزه عسير الوطني نتائج دراسة المنظمة الدولية وشرعت منذ عام وأكثر في تنفيذ مشروع وطني طموح وسريع داخل أراضي السودة وبالتحديد / منتزه بشار/ المشهور بكثافة أشجاره وامتداد أراضيه بمساحات واسعة 0 وقاد تلك الحملة وأشرف عليها مختصون زراعيون سعوديون وبإمكانات محدودة تحت شعار / علاج وتأهيل الطبيعة بالطبيعة / 0 وكم كانت الفرحة الكبيرة حينما جاءت النتائج مبشرة وناجحة إلى حد جعلت تلك الأراضي المسيجة موقع الحملة قطعة خضراء مليئة بالنباتات والأزهار البرية فيما أخذت فروع أشجار العرعر تنبت من جديد بأغصان خضراء فاتحة أكسبت المكان جمالا والقا وشرعت الطيور المتنوعة تصدح بألحانها وكأنها تشارك الطبيعة البكر فرحتها بعودة الحياة لتلك الأشجار الكبيرة المعمرة 0 //يتبع// 0929 ت م