عزيزي رئيس التحرير في هذه الفترة تطل علينا الامتحانات بكبريائها وشدتها على الطلاب ولا تسأل اخي عن تلكم التقلبات الذهنية والنفسية التي تصيب الطلاب في هذه الحقبة الوجيزة بعدد ايامها بيد انها طويلة على الطلاب، ومحور حديثي في هذه الكلمات لن يكون عن الامتحانات وما يجب على الطالب فيها من جد واجتهاد وتهيئة نفسية وذهنية، بل سأتطرق الى بعض المظاهر التي لا تولد في الغالب الا في هذه الفترة ولعل من ابرزها: * التجمعات والتجمهرات الشبابية خاصة بعد اداء فترة الامتحانات من كل يوم، وهي في الحقيقة تتمركز حول بعض المدارس، حيث يصاحب هذه التجمعات موجة عارمة من العبث واللامبالاة أعني (التفحيط) وان قلنا ان هذه الظاهرة ليست وليدة هذه الفترة الوجيزة وانما هي على مدار العام فانها لا تنشط ولا تقوى شوكتها الا في مثل هذه الايام للظروف الطارئة التي يعايشها الطلبة حيث التغير في النظام الدراسي كذلك تفاوت اوقات الخروج من المدرسة وما الى ذلك من التغيرات.. النشاط الملموس والمحسوس في حركة الشوارع في بعض الاحياء السكنية حيث يذرعها بعض الشباب ذهابا وايابا بسرعة قد تفوق الجنونية معرضين بذلك انفسهم وغيرهم من سالكي تلكم الطرقات الى المخاطر. ما يتعلق ببعض الطلبة وخاصة تلكم المرحلة الحياتية المهمة والتي هي في الحقيقة تعتبر مفترق الطرق الا وهي (المرحلة المتوسطة) اعني خروجهم من المدرسة بعد تأديتهم الامتحان حيث يجوبون الطرقات مشيا على اقدامهم الى ساعة قد تكون متأخرة مما يشكل عليهم في الحقيقة خطرا محدقا يحيق بهم ويجرهم الى اشياء خطيرة. اما عن الطالبات فهن في الحقيقة يشكلن معضلة في الامتحانات وما ذاك الا لتفاوت أوقات الخروج من المدارس مما يؤدي ببعضهن للخروج في الطرقات، بل ان البعض منهن ولعلهن القلة القليلة يجبن الطرقات ويذهبن يمينا وشمالا بقصد اضاعة الاوقات مما قد يدفع ببعض الجاهلين للتعرض لهن ومضايقتهن وهذا هو الواقع الذي نشهده في كل اوقات الامتحانات. اما عن العيون الساهرة والرجال الاشاوس فلهم قدرهم وحقهم وهم بشر والبشر ليسوا معصومين الا عن عصمه الله فنلحظ تمركزهم في بعض المواقع دون مواقع اخرى لاسيما الموبوءة بوباء (التفحيط) مما يسهل العبث على هؤلاء الفارغين، وهذا حالنا مع مواسم الامتحانات، لذلك ارجو ان نعمل قدر امكاننا للقضاء على هذه التجمعات والتجمهر باي شكل والمسؤولية مشتركة بين مديري المدارس ومدرسيها والجهات الامنية والشاب المستهتر لن يآتي لمنطقة لو احس انها تحت الملاحظة. اما طلاب المرحلة المتوسطة فهم في الحقيقة ينبغي ان يعطوا ذلكم التوجيه السديد وتلكم العناية الفائقة وما ذاك الا لسرعة تأثرهم واستجابتهم لكل ناعق، وهنا لعل المسؤولية يتحملها الآباء واولياء الامور بمتابعة ابنائهم وتوجيههم التوجيه الموفق وتحذيرهم من مغبة الطرقات واخطارها، لكي يتربوا ويتوجهوا التوجه السليم الذي يعرفون به الخطأ من الصواب. وبالنسبة للطالبات فلا ينبغي ان تخرج الطالبة في اي وقت شاءت لخطورة هذا الامور وحساسيته، ولاخلاء مسؤولية المدرسة ينبغي ان يتوجهوا بخطاب لكل أب وولي امر ليوقع ويوافق من خلاله بالسماح لمن يعول اما بالخروج وحدها واما بواسطة من سيأتيها لكي يتضح الامر لدى المسؤولين وفي المدرسة تجاه هذه الطالبة بعينها، واما عن البيت فينبغي في الحقيقة تحمل هذه الفترة الوجيزة بان يتكفل كل ولي امر باولاده ومن يعول باحضارهم الى مدارسهم ومن ثم اخراجهم بنفسه لكي تطمئن القلوب وترتاح النفوس. واما الجهات الأمنية المباركة فلهم منا خالص الدعاء والثناء وما اجمل حقيقة تلكم البادرة التي ابتدرتها الجهات الأمنية حيث نظام الدوريات السرية فهي في الحقيقة ذات نتائج مثمرة وطيبة وعلى نطاق واسع وما أحسن ان تطبق في فترة الامتحانات لمتابعة المغرضين والتعرف عليهم لينالوا جزاء أفعالهم الخائبة والله من وراء القصد. محمد بن عبدالعزيز الكريديس - بريدة