قضت مباريات كأس العالم المقامة في جنوب أفريقيا على ظاهرة التجمعات الطلابية بعد الخروج من قاعات الامتحانات والتي كانت تشكل هاجسا كبيرا يعقبه استنفار سريع من القطاعين الأمني والتربوي في المملكة. ويرجع عدم وجود أي التفافات بين الطلاب في وقت الظهيرة لأول مرة منذ أعوام عدة، إلى استعجال الطلبة في العودة إلى منازلهم أو الذهاب إلى المقاهي لمشاهدة مباريات البطولة التي تبدأ يوميا من الثانية والنصف ظهرا. وأوضح إبراهيم جار الله المعلم في إحدى مدارس الباحة أنه لاحظ هذا العام انخفاضا كبيرا في التجمعات الشبابية عند المدارس، وبالتالي انتفى كثير من الممارسات السلوكية الخاطئة عقب انتهاء أداء الاختبارات، ويقول: "في الأعوام الماضية، كنا نبذل جهودا كبيرة للحد من هذه الظاهرة لكن فعاليات المونديال هذه الفترة من السنة قضت عليها". وتحدث سعد سفر ولي أمر أحد الطلاب قائلا: "لعبت مباريات كأس العالم الحالية دورا كبيرا في القضاء على المشكلات التي كانت تنتج عن تواجد الطلاب في وقت واحد خارج أسوار المدرسة، ومنها خروجهم إلى الطرقات العامة والتجول بالسيارات بسرعة وإزعاج المارة أو الذهاب إلى الأسواق المجاورة، ولأن الحلول التي كان يفترض وضعها للقضاء على هذه المشكلات لم تكن ذات فاعلية بسبب التراخي من قبل البيت أو المدرسة، جاء المونديال ليخلصنا منها بكل سهولة". واعتبر أحد الطلاب أن فترة الامتحانات من أخطر الفترات نتيجة للفراغ الكبير الذي يجدونه بعد أداء الامتحانات، فيندفع البعض منهم إلى القيام بتصرفات خطيرة كالتدخين والتفحيط وسرقة السيارات، لكن كأس العالم قضت على الظاهرة لانشغالهم بمتابعة الكرة. ويقول الطالب عبدالله الزهراني: "أصبحنا نغادر إلى منازلنا مباشرة عقب الاختبارات لاستغلال الساعات الأولى قبل الظهر في النوم أو الاسترخاء بعد الجهد الذي بذل في المذاكرة، وعقب صلاة الظهر ننتظر المباراة الأولى في المونديال". ويشاركه الرأي الطالب عبدالعزيز الزهراني قائلا: "كنا في الأعوام السابقة نعاني من وقت فراغ عقب الانتهاء من الاختبار، فنقضيه بالتجول في السيارات، إلا أن هذا العام اختلف كثيرا لانشغالنا بمتابعة مباريات كأس العالم". وأشار صالح الغامدي ولي أمر أحد الطلبة إلى أن أولياء الأمور يغفلون عن هذا الوقت من كل عام فيتركون أبناءهم الطلاب يعبثون في الطرقات، حيث التفحيط وفي المطاعم حيث المشاجرات الشبابية، ويضيف: "خففت مباريات كأس العالم بل قضت على هذه الظواهر وانشغل الشباب بالكرة إضافة إلى المذاكرة نهارا ومساء". من جانبه، نوه المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الباحة سعيد بن محمد الزهراني بأهمية الإشراف والتوجيه والمتابعة للطلاب خلال فترة الاختبارات فيما بين الفترتين وما بعد انتهاء الاختبارات، وأشار إلى أهمية التواصل مع أولياء الأمور بما يحقق سلامتهم من بعض السلوكيات التي قد تعود عليهم بالأذى وحمايتهم مما قد يترتب على التجول في الشوارع والأماكن العامة من تصرفات خاطئة.