شددت مملكة البحرين على أن الانتقال بمجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد، يمثل طموحاً لحكومات الدول الخليجية وشعوبها، «كملاذ آمن له أبعاد سياسية واستراتيجية يرقى إلى الطموح الذي تتطلع إليه شعوب دول المجلس». وأكد رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في حديث لوكالة الانباء الكويتية: إن القمة ال34 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تستضيفها الكويت اليوم «تشكل علامة مهمة في مسيرة المجلس والتي يجب أن تؤسس لمرحلة جديدة من مراحل العمل الخليجي المشترك». وقال: إن المرحلة المقبلة يجب أن تعمل على تحقيق المزيد من المكتسبات للمواطن الخليجي، في مختلف المجالات ومواجهة التحديات العديدة التي تشهدها المنطقة والعالم. وأضاف: ان انعقاد هذه القمة «يأتي في ظل متغيرات تحتم التعامل بطرق غير تقليدية، مع الواقع الجديد، الذي تتشكل ملامحه في المنطقة والعديد من اقاليم العالم». وأعرب عن ثقته في أن قادة دول المجلس سيخرجون بقرارات ونتائج مثمرة، تعزز وتدعم ما تحقق في المسيرة الخيرة والمباركة لدول المجلس، مشيدا بجهود سمو أمير البلاد في احتضان العمل الخليجي المشترك، ودعمه وتوجيهه نحو ما يعزز من روابط الوحدة والتكامل. وأكد الأمير خليفة: إن «شعوب دول المجلس تتطلع الى قرارات يتخذها قادة دول المجلس، يتلمسون من خلالها تطلعاتهم في غد أكثر اشراقا، ومستقبل يحمل الخير لكل الدول الأعضاء في مجلس التعاون». وأشار إلى أن المتغيرات في العالم، تجعل من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بانتقال دول المجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي -والتي أطلقها في قمة الرياض في ديسمبر 2011- «مطلبا ملحا في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى». كما شدد على ضرورة تصدر تلك الدعوة وآليات تحقيقها، أولويات البحث في القمة التي ستنطلق أعمالها غدا؛ لتكون القرارات التي تدفع بهذه المبادرة إلى حيز التنفيذ في أسرع وقت ممكن، مشيرا الى تطلع شعوب المنطقة إلى تحقيق مرحلة الاتحاد. وبين ان شعوب دول المجلس تأمل في اليوم الذي تصبح فيه الوحدة الخليجية واقعا معاشا، لاسيما وانها تعد احد المطالب المعلنة منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981 وحتى اليوم، مؤكدا ان «الوقت قد حان لقيام الاتحاد الخليجي دون تأخير أو ابطاء». وأوضح ان التعاون الحالي بين دول المجلس لا يرقى لمستوى الطموح المنشود من الناحيتن السياسية والاقتصادية» مضيفا: إن «اقرار الاتحاد الخليجي هو من سيؤطر كل هذه المسائل بما يلبي تطلعات شعوب دول المجلس». وقال الأمير خليفة: إن «التوقيت الآن هو المناسب لقيام الاتحاد الخليجي، وهو رهان رابح يجب أن نتحرك نحوه بالمزيد من التلاحم، نحو استدامة للأمن والاستقرار في المنطقة» لافتا إلى «ان ما تتعرض له البحرين هو خطر على دول الخليج، وان الاتحاد هو القوة في ظل الأوضاع والتطورات الإقليمية والعالمية». وتابع: «المرحلة الحالية وصلت للذروة في التفكك والتشرذم العربي، والملفات مازالت عالقة، ونحن نسيج واحد متداخل ومترابط وعلينا أن نتبع السياسة التي نريد، فالمسألة والهوية العربية مسألة تاريخية محضة».