حفيدتي اليوم كان سؤالها مباشرة بعد مشاهدتها التلفاز، واستنكارها وجود طوابير عند الحواجز في فلسطين حددتها اسرائيل لامتهان المواطنين الفلسطينيين: مامصير هؤلاء النسوة والاطفال والشباب ممن يتأخرون عن اعمالهم وجامعاتهم؟ فقلت لها سأحكي لك قصة هؤلاء اليومية: انظري الى تلك الطفلة الصغيرة وقد اصابها الضجر نتيجة الانتظار وبان على جسدها الغض المرض وهي تلح على والدها مغادرة المكان غير مدركة ان امرها ليس بيد والدها بل في ايدي جنود جاؤوا خصيصا ليبلغوها، ومن مثلها معنى ان يكون الانسان محتلا، فاقدا للحرية. حصار مشدد وسجون موزعة ومواطنون على الحواجز بانتظار السماح لهم بالمرور، وهذا حال كل فلسطيني من رفح جنوبا حتى جنين شمالا، حيث تنتشر الحواجز الاسرائيلية بالاغلاق والحصار المشدد على المدن الفلسطينية كسياسة ممنهجة لقمع المواطنين منذ اندلاع انتفاضة الاقصى في ايلول 2000م. ففي خطوة جديدة لتضييق الخناق على المواطنين قامت قوات الاحتلال الاسرائيلية بتقسيم وتجزئة قطاع غزة والضفة الغربية التي بدت فيه المدن الفلسطينية اشبه بمعسكرات اعتقال بتحويلها الى مناطق معزولة وسط الحواجز والابراج العسكرية والمستوطنات في كل مكان حتى اصبحت الاراضي الفلسطينية عبارة عن اكبر معتقل مقسم الى اقسام عديدة. الطريق الساحلي الممر الوحيد الذي يصل مدينة غزة بمحافظة الوسطى حيث اقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي حاجزا جديدا لمنع المواطنين من الحركة مستغلة التواجد العسكري المنتشر في مستوطنة (نتساريم) جنوبغزة والتي تعتبر ثكنة عسكرية مليئة بالدبابات والاليات العسكرية، ولم يقم الحاجز بمنع حركة السيارات فحسب بل ان قوات الاحتلال اقفلته تماما في وجه حركة السير للمواطنين، ولم يبق امامهم سوى النزول الى الشاطئ والسير على الاقدام كي يتمكنوا من تجاوز الحاجز للوصول الى غزة وبالعكس. ولكن بالرغم من كل المحاولات التي يبتكرها الفلسطينيون لتجنب مخاطر الطريق الا ان الجنود المختبئين وراء الحواجز يلاحقونهم ويطلقون عليهم النار لتتحول هذه المحاولات الى مغامرة خطرة قد تكلفهم حياتهم فمنهم من يدخل مياه البحر ومنهم من يختبئ وراء الجرف ليحمي نفسه من الرصاص. عشرات السيارات والمركبات مصطفة امام فوهات البنادق الاسرائيلية وعيون تراقب ذلك الضوء الاخضر للسماح لهم بالدخول، وحالة من التعب والقلق تنتاب المواطنين خوفا على اطفالهم من اطلاق النار عليهم من الجنود المتمركزين على الحاجز. وما يلفت النظر على الحواجز جموع طلاب وطالبات الجامعات الذين ينتظرون لساعات طويلة على الحاجز ليسمح لهم الجنود الاسرائيليون بالمرور للالتحاق بجامعاتهم عندما يروق للجندي الاسرائيلي مزاجه للسماح بالمرور. انها بالفعل مصيدة للموت البطيء حيث العشرات من المرضى خاصة المصابين بأمراض مزمنة يسقطون على الحواجز بسبب منع قوات الاحتلال سيارات الاسعاف من المرور لإيصالهم الى المستشفيات وتلقي العلاج اللازم. قول أعجبني:==1== انتم المخلصون للوطنية==0== ==0==انتم الحاملون عبء القضية انتم العاملون من غير قول==0== ==0==بارك الله في الزنود القوية==2==