في وقت تزامن مع المهمة التي يقوم بها مساعد وزير الخارجية الأمريكي لعرض (خريطة الطريق) على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وتقضي باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل في غضون ثلاث سنوات انفجرت حافلة ركاب في شمال اسرائيل في عملية استشهادية جديدة أعلن عنها الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامية مسؤوليته عن تنفيذها اسفرت عن مقتل أكثر من أربعة عشر اسرائيليا وجرح نحو اربعين آخرون بما يؤكد من جديد ان مسلسل هذه العمليات سوف يظل قائما وان ردود الفعل الاسرائيلية عليه ستظل قائمة أيضا, وبما يؤكد في الوقت نفسه استحالة العثور على قناة قد تؤدي الى الوصول الى تسوية للنزاع بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في ظل هذا التوتر القائم, فاسرائيل غير مقتنعة بالشروع في أي عمل من شأنه منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وفقا لمعطيات الشرعية الدولية والقرارات الأممية الملزمة, وهي بالتالي غير مقتنعة بالدخول في مفاوضات مباشرة تبحث في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس, وهذا يعني ان مقاومة الشعب الفلسطيني لن تتوقف في كل اجزاء الأراضي الفلسطينيةالمحتلة طالما بقي العدوان الاسرائيلي متواصلا على شعب فلسطين, وطالما بقي شارون جاثما على انفاس الفلسطينيين, ويبدو واضحا للعيان ان السياسة الاسرائيلية الحالية المتطرفة ليس لديها ما تعطيه للوصول الى تسوية مع الفلسطينيين, فشارون لا يملك اي اداة من الأدوات السياسية الراجحة للتسوية, فهو جاء الى سدة الرئاسة الاسرائيلية ليتخلص من الوجود الفلسطيني برمته, ويقضي على مشروع الدولة الفلسطينية المرتقبة رغم ما يتمتع به من تأييد دولي مطلق, ورغم تمتعه بتأييد امريكي ظهر جليا من خلال الرؤية التي طرحتها الادارة الامريكية الحالية بأهمية قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل, غير ان شارون بتطرفه وتعنته وركوب رأسه يأبى الا السباحة ضد التيار, وهذا يعني ان امد الصراع وفقا لهذه السياسة الشارونية العدوانية سوف يطول, فالفلسطينيون ليسوا في عجلة من أمرهم حتى يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة, ومن واقع الحال فان الصراع الدائر سيغدو طويلا الى ان تسلم اسرائيل طواعية او كرها بحقوق شعب لن يتنازل عن أرضه تحت أي تهديد او عدوان.