أبو ناصر مواطن في السابعة والخمسين من العمر عاد بعد دورة تدريبية من الولاياتالمتحدة وكان من المفروض أن تكون الدورة محفزة لأداء عملي جديد ومختلف كما هو الهدف الذي تسعى اليه تلك الدورات ولكن يبدو أن (أبو ناصر) قد اكتشف شيئًا آخر في نفسه وهو عدم القدرة على مواصلة العمل الذي كان قد وصل فيه الى المرتبة التاسعة وقرر ان يترك العمل نهائيا ويتفرغ لما يحب. وأبو ناصر يحب الطبخ ولا يحب العمل الذي كان يزاوله وكان مدربه قد كرر عليه كثيرا ان على المرء ان يتوقف عن الشيء الذي لا يحبه ويعمل ما يحب. ناسيا ربما ذلك المدرب او غير مقتنع بالمقولة التي تعلمنا منها إنه (إذا لم تعمل ما تحب فأحب ما تعمل) وأنا مع العبارتين فالثانية نحتاج لها فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر حسب ما نأخذه من خبرات وتجارب عندما نعمل ما لا نحب. على المرء ان يتوقف عن الشيء الذي لا يحبه ويعمل ما يحب. ناسيا ربما ذلك المدرب أو غير مقتنع بالمقولة التي تعلمنا منها أنه (إذا لم تعمل ما تحب فأحب ما تعمل) فتأتي الثانية بعدها لتحضنا على التخلي عما نكره والاتجاه نحو ما نحب اذا تمكنا من الاقتراب منه اكثر وصار لدينا القدرة على البداية من جديد وعندما نبدأ مع شيء نحبه فستهون كل مصاعب البدايات. الآن صار لأبي ناصر مطعما يحمل اسم كبسة أبو ناصر. في محله الخاص لا ينتظر يوم الاربعاء بفارغ الصبر ولا يأخذ اجازة ويعمل أضعاف ساعات الدوام المحدودة سابقا ولكنه مستمتع بكل تفاصيل يومه وهو يؤدي عملا يحبه. يقول ابو ناصر: أعيش بسلام مع نفسي اليوم. ولعل هذه أكبر ميزة في القيام بعمل نحبه لان المشكلة تكمن في أننا إذا لم نحب ما نعمل ولم نعمل ما نحب سنكون عبئا على المكان الذي نعمل فيه ربما نشوه المكان ونسيئ اليه وهذا حال الكثير من الموظفين اليوم والسبب هو لقمة العيش فالكل يعمل ليستلم راتبه آخر الشهر وكفى. والدليل بعض الموظفين الذين تأتي تقارير ادائهم متدنية جدا ومع هذا مازالوا على رأس العمل ولا يحق لمقر العمل ان يتخلص منهم وهم مصرون على الاستمرار من اجل الراتب. وهؤلاء أكبر المصائب على نفسهم وعلى العمل لأنهم لا يحبون ما يعملون وليس لديهم حب لعمل آخر. لذا لا أقول إلا مدها يا (أبو ناصر) وللصغار اقول هذه العبارة تعني (Give me five) ولكن ليس بطريقتكم ولكن بطريقة السلام العادية. [email protected] Twitter-amalal toaimi