في ظل التطورات السريعة والمتغيرات السياسية والاجتماعية التي تعصف بالمجتمعات العربية, نجد ثمة بصيصا من الأمل يطاول ذات المتلقي العربي من أجل تجسيد همه اليومي الذي يعايشه في شتى التجارب والوقائع اليومية الحياتية. ولان المسرح مهم في تكوين ثقافة فكرية وأدبية ولانه يختزل الكثير من الهموم ويعالج القضايا الاجتماعية والسياسية ومختلف القضايا الهامة التي تصب في إطار المجتمع نحاول من خلال التحقيق التالي التعرف على أسباب العزوف عن إنشاء مسرح سعودي جاد يعالج قضايا الإنسان ويعالج سلبيات المجتمع, نظرا للثقل الحضاري والفكري للمسرح في التعبير عن الرأي. هروب جماعي الكاتب المسرحي محمد العثيم قال: المسرح السعودي الحالي شتات من الامكانيات المبعثرة التي لا ينظمها شكل منهجي ولا مؤسسة حقيقية تهتم بهذا الفن. في هذه الظروف وجد المسرحيون أنفسهم مضطرين الى الهجرة الى الدول العربية ما عدا مصر والكويت التي لا تمران بأزمة مسرح مع العلم بأن عموم المسرح يمر بأزمة حقيقية في مستوى الانتاج, واذا نظرنا الى مسرحنا السعودي بصفته محور الكلام فهو ليس اسثناء للظاهرة لكن معول بأمور أخرى تجعله حالة مستحيلة بدون دعم رسمي. المشكلات التي تقف أمام تطور المسرح السعودي هي انه ابن غير شرعي للثقافة كضيف في آخر قائمة الاهتمامات الثقافية, وأرى ان المسرحيات تأتي بحالة الصدفة تبدأ بمناسبة وتنتهي بانتهاء تلك المناسبة, بهذا لم يكون المسرح جمهورا متابعا وهرب الجمهور السعودي الى مسرح الدول المجاورة او بالأحرى مسرح مصر ومسرح الكويت للبحث عن الترفيه والجمال الفني لانه لم يجد هنا ما يشده نحو فاعلية المسرح. ومن المعوقات التي تقف أمام نجاح المسرح السعودي عدم وجود العنصر النسائي الذي يبدأ من قرار جماعي قبل ان يكون قرارا مسرحيا, هذا القرار ربما يكون صعب التحقيق اذا لم تكن هناك جهود حثيثة. أيضا المسرح السعودي ليس عملية مربحة تستقطب المستثمرين وهذا ليس جديدا حتى فرنسا تدعم على المستوى الحكومي استمرار المسرح كي يكون فاعلا وكي يؤدي دوره على أكمل وجه, اذا لابد من توفير امكانيات مادية وذاتية مثل القاعات والكوادر الوطنية والتكنولوجيا الحديثة وعناصر التدريب التي ان لم تتوافر محليا نستقطبها من الخارج. ومن خلال مراقبين للمسرح السعودي في العشرين سنة الماضية اجد انه لديه معوقات منها جمعيات الثقافة والفنون, التي حاربته ثم قتلته في مهده. أيضا هناك تقوقع من شللية (قال صفوا صفين.. قال حنا اثنين) واستغرب تلك الشللية معول الهدم الواضح, لدينا كوادر ولدينا شباب لهم اسهامات جيدة اذا توافر العنصر النسائي وتجاوزنا حاجز الهم المادي. جهد وعمل الفنان والكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل قال: لدينا عمل جاد ولدينا جهد كبير يبذل من أجل النهوض بالحركة المسرحية, ولكن لا يصل جهدنا للجمهور لعدم وجود مقرات للمسارح تلك المقرات تعتبر صوت المسرحي لكي يرتب أوراقه, ولكي يعيد صياغة ما لديه من فكر يصل من خلاله للعامة. ايضا عدم تفرغ الفنان سبب مؤثر لان كل فنان يفرغ لا بد ان ينتج عملا جيدا, وغياب العنصر النسائي هاجس مر لا يدعم وجود الحركة المسرحية, ان الغياب المؤثر لنجاح المسرح جماهيريا خارج عن إرادته والفنان المسرحي لديه هم يريد تجسيده, الأفكار الجديدة موجودة ولكن ارتباط المسرح بالمجتمع السعودي لا يمثل حالة نضوج, المجتمع السعودي مازال ينظر للمجتمع المسرحي ولكل فنان في ذات المجال الفني بنظرة حساسة وهذا يعتبر تناقصا في مشروعية الفن! ان وسائل الإعلام والجهات الرسمية تدعم المسرح, لكن لا بد من وجود المواطن المحب للفن, لا بد من ايجاد تنمية حقيقية للفن, هناك جهود تبذل من أجل النهوض بالمسرح وكل عمل مسرحي بحاجة لدعم. لدينا قلة وعي وارتباك في مفهوم الفن نتيجة النظرة السطحية للفن, وليس هناك مشروع ثقافي وطني لتغيير المفاهيم لذلك هناك فنان يشارك في المسرح لكن لا تزال صورة الفن مشوهة والفنان له دور في تغيير تلك النظرة, للعلم أيضا نحن لدينا تربية ثقافية فنية ونحن لم نصل الى مستوى للنشاط الفني الذي يعبر عن خصوصيتنا لذلك الفنون الوافدة مؤثرة بنا سلبا وهذا خلل.. نتمنى إنشاء مراكز ثقافية في المدن تدعم دعما ماليا وتوجد قوانين وأنظمة تساهم في رعاية الفنان وتقدم له كل ما يهم الفن الحقيقي, وأيضا أرى ان جمعيات الثقافة والفنون استطاعت تقديم كل ما تستطيع ولكن في حدودها ولم تحقق أي جزء من النجاح لان أهدافها محدودة. نقص العناصر الكاتب المسرحي عبدالرحمن المريخي قال: بالاضافة الى ان الناس لدينا لا تؤمن بان للفنان دورا رئيسيا في مشكلات عامة نجد ان عدم وجود دراسة للمسرح ولكل المواهب التي تقدم في المسرح, يجب ان يكون لدينا حل لمشكلة عدم وجود مؤسسات تنهض بالمسرح. طموحاتنا كبيرة خاصة في ظل وجود وزارة للثقافة, لانها سوف تقوم بالنهوض بالمسرح السعودي وتقدم له الكثير, لدينا نجاحات في المسرح تعتبر اضافة لكن عدم وجود العنصر النسائي قلل منها ولو اعطى مسرحنا مساحة من التعبير سوف يقدم ما يعبر عن فكرنا الجاد الواعي. المسرح بطبيعته يناقش قضايانا, لكن يناقشها على استحياء ربما يكون في داخلنا رقيب معين من أجل طرح كامل يليق بنا لأننا أصحاب تعاليم ومنهجية يجب ان نحافظ عليها ومساحة التعبير يجب ان تكون مشروعة وقبل ان يحاسبنا الآخرون يجب ان نحاسب أنفسنا, ولا يمكن ان نقول ليس لدينا مسرح جاد بالعكس مسرحنا فاعل وجيد, لكن المسألة تخضع للامكانيات لتحقيق رغبة وطموح. علما ان الجهات الثقافية تسعى لايجاد أهمية للمسرح, أيضا المسرح هو احدى القنوات الثقافية الهامة لذا يجب العناية به, المسرح السعودي يمر بمتغيرات تعمل على ضعفه وقوته, ولكن يجب ان يهتم رجال المسرح والناشطون في مجال المسرح من أجل قوته واستمراره بل والاهتمام به لانه نواة صالحة. واتفق مع البعض ان المسرح السعودي يجب ألا يقارن بالمسرح الكويتي او المسرح المصري لان لديهم معاهد متخصصة ولكن نحن لدينا اهتمامات من قبل رجال المسرح ورموزه فهل نقول انهم لم يقدموا عملا جيدا؟ المسألة لا تأتي بشكل متروك لكن الشيء الموجود يفرض نفسه ولا بد من عمل دراسات متخصصة في المسرح لان المؤسسات الحكومية في قطاع المسرح والفنون يجب ان تقدم الكثير والكثير وتخصص ميزانية لتلك الأمور الهامة. الاستمرار مشكلة المخرج والفنان علي الغوينم قال: المسرح السعودي الجاد موجود بدليل ان المسرح توجد به أكثر من جهة, ثم ان التجارب التي خاضها المسرح في الكثير من التجارب دليل وعي. المسرح السعودي له تجارب بالمسرح العربي والتجريبي في الخليج والمملكة وحصول المسرح السعودي على جوائز يدل على الحضور الفاعل, في مهرجان البحرين ومهرجانات مصر اخذت جمعيات الثقافة والفنون الكثير من الجوائز, هناك مسرح منافس جاد, وهموم المسرح الجاد نوع من أنواع عطاءات المسرح الاجتماعي, جمعية الثقافة والفنون في الدمام, وفي الاحساء مهتمة بالعام مهتمة بلغة الشارع. المتلقي يدرك ان المسرح غير مهم لانه لا يريد مسرحا لان الحضور الإعلامي من خلال الدعاية مفقود, فالاستمرارية مشكلة وأيضا الاعراض عن المسرح يمثل مصيبة لنا لان الجمهور هو النواة المهمة في وجود مسرح جاد. والدعاية للمسرح مكلفة ماديا ولا بد ان نتفاءل بالخير لان جميع الأعمال الثقافية والنشاطات التي تصب في وزارة الثقافة التي نعول عليها الكثير وان شاء الله تدعم الوزارة المسرح وتساهم في جميع أعمال المسرح وتجعله أول الاهتمامات. القيود والتجربة الشاعر والكاتب محمد زايد الألمعي قال: كل المسرحيات السعودية التي شاهدتها وحازت على جوائز في المهرجانات كانت غير فاعلة بالنسبة لي, وبعض المسرحيات كتبت عنها كونها لم تقدم فكرا جديدا يؤسس لوعي حضاري. المسرح بالنسبة لنا لم ولن يكون مؤسسة دولة اذا لم يُفعل من المجتمع, لا بد من وجود مسرح عام, كل مؤسسات الثقافة اذا لم تصبح مؤسسات ثقافية تعمل على أرضية معرفية وأكاديمية لن توضح الهام الخاص للشارع العام وهمومه. المسرح يجب ان يكون أكثر فاعلية وحضورا, والمتلقي يجب ان يدرك أهمية دوره لكي يقدم للمسرح من خلال دعمه ماديا بالحضور ومتابعة المسرحية في وطنه, نعم ادرك ان المسرح قد يراه البعض نبتا شيطانيا لانه من منظارهم لا يعالج قضايا, بالعكس المسرح يعالج قضايا كثيرة. واعتقد ان نقص العنصر النسائي من الأسباب المؤثرة لان المسرح ثقافة لحمل هم الأمة. لكن في ظل انشاء وزارة للثقافة نعول الكثير لكي تقدم للمسرح السعودي بالرغم من الصعاب التي سوف تواجه الوزارة يجب ان يفُعل دور الممثل السعودي يجب ان يُعطى الكثير من الاهتمام, يجب ان يجد قبولا من المجتمع, يجب ان يؤمن كل واحد منا بأهمية دور المسرح ويساعده لكي يكون لدينا عمل مسرحي ناضج يعبر عن همومنا. وضع خطير الشاعر والكاتب سعد الجحدلي: اعتقد ان المسرح السعودي بحاجة الى وقفة جادة من المسؤولين لانه بحاجة الى دعم كبير كما هو معروف المسرح يجسد الهموم, المسرح يحل قضايا جوهرية للمجتمع, يعالج سلبيات كثيرة لا حصر لها يجب ان يؤسس للوعي والمسرح السعودي غير مقبول من المجتمع, وهذا دور المتلقي يجب ان يدرك أهمية المسرح ويدعمه بالحضور ومشاهدة المسرحيات التي تقدم له الكثير. عبدالرحمن المريخي - محمد زايد الألمعي