أن التحدث مع الأطفال أمر سهل، ولكن من الصعوبة أداء ذلك ببراعة ونجاح، ونتوقع من كل حوار أحد النتائج الثلاث التالية: أما أن يقربنا من أبنائنا. أو يدفع بهم إلى الاختلاف معنا. وأما يدفعهم إلى الانسحاب والصمت وعدم الرغبة في فتح أي حوار. وعلى الأم أن تسأل نفسها.. أي الحوارات السابقة التي أمارسها مع أبنائي عادة؟ والتعامل في حقيقته نوع من أنواع الحوار أو الحديث مع الأطفال، ونحن عادة نتجاوب مع بعض المواقف بطريقة خاطئة أو بتوقيت خاطئ فعندما نرد عليهم بطريقة رافضة أو منكرة للمشاعر أو نبدأ بالنصيحة أو نبدي الشفقة أو نتعامل بأسلوب المحقق أو الاتهام فنحن نخلق حاجزا نفسيا غير مرئي بيننا وبينهم يدفعهم إلى الاختلاف معنا أو تحاشينا. وللأسف فنحن نقوم بإنكار مشاعر في أمور بسيطة من حقهم الشعور بها كالألم أو الحزن أو الإحباط ونخبرهم على إنكار مشاعرهم وفرض ما نراه مناسباً من شعور عليهم أن يشعروا به وهذا للأسف يؤدي إلى: رفض أبنائنا لمشاعرهم وبالتالي عدم القدرة على ترجمتها أو التعامل معها. عدم القدرة على اتخاذ مواقف إيجابية من المشاكل التي يمكن أن تعترضهم. تعميق عدم الثقة بالنفس وضعف الشعور بتقدير الذات. فتنتج شخصية غير سوية (إما ضعيفة أو متسلطة أو متمسكنة..) غير واضحة مع ذاتها ومع الآخرين. المهارات التي تساعد على فهم ومن ثم تقبل مشاعر الأطفال: أصغى إليهم بانتباه. اظهري الاعتراف بمشاعرهم بكلمات أو إيماءات مناسبة. سمي مشاعرهم. حلقي معهم في الخيال لتحقيق رغباتهم. وهناك وقفات لابد من تسليط الضوء عليها: كلما قوبلت المشاعر باللامبالاة وبالإنكار، كلما ازداد الغضب والضيق وبالتالي العدوانية. بين اليافعين من لا يفضل الكلام عندما يكون منزعجاً، يكفي الحضور والتكاتف النفسي والجسدي. الاعتراف بالمشاعر لا يعني المواقفة عليها. المبالغة أمر غير مقبول وغير مقنع. لابد من التعامل ضمن القاعدة التي تقول: أنت تشعر بما تشعر به وأنا كذلك، لا أحد من على صواب أو خطأ.