دائما كانت هناك أراء كثيرة ومتباينة في المجال الإعلامي تحديدا بين المهنية والتخصص من ناحية أكاديمية أخرى وغالبا اقرأ ذلك الاختلاف فالمتخصص يرى أنه أكثر معرفة والمهني يرى أنه الأقدر على الإنتاج ، ويأتي دور المتلقي هنا عندما يشاهد أو يقرأ أو عندما يختار حضور دورة أو محاضرة إعلامية فهو بالتأكيد يشعر بالحيرة بين اختيار مدرب متخصص أو مدرب مهني..!! الحقيقة التي يجب أن ندركها أن كلاهما مكمل للآخر فالإعلام علم واسع وتخصص به من المعرفة الكثير وأن توظيف تلك المعرفة مهم للغاية إلا أن هناك قليل من المتخصصين الذين يتخرجون وهم مهيئين للعمل بالمجال المهني وبشكل جيد والسبب في ذلك عدم وجود تعاون بين الجامعات وكليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية سواء المحلية أو العالمية ، وقد يتخرج الطالب من تخصص إعلامي وبدرجات عالية فلا يجد الوظيفة المناسبة لدرجته وتفوقه الدراسي والأمر يرجع لأسباب منها عدم وجود الخبرة المهنية التي يفترض أن يكون قد اكتسبها أثناء دراسته التخصص ، والحقيقة أن القليل جداً هم من يحصلون على تلك الفرص ذلك لعدم وجود ارتباط بين كليات الإعلام وأقسامه وبين وزارة الثقافة والإعلام تحديداً ، تلك الخبرات التي تثري معلومات الطالب بجوانب ملموسة ، فليس من الطبيعي أبدا أن يتخرج الطالب المتخصص بالإذاعة والتلفزيون بدون أن يكون قد زار استديو تلفزيوني يوما ما وتعرف على غرف الإنتاج والإخراج وأدرك كيف تتم عملية إنتاج العمل الذي أطلع عليه بشكل نظري فقط ، وبالمناسبة تفتقر أغلب أقسام الإعلام لوجود معامل تدريبية مجهزة للتطبيق العملي ، كذلك ليس من الطبيعي أن يتخرج الطالب المتخصص بالصحافة بدون أن يكون قد زار مقر صحيفة أو نشر موضوع ما وقياساً على ذلك باقي التخصصات من علاقات عامة وإعلام رقمي .. وكنت قد قرأت مقال للأستاذ جمال خاشقجي بعنوان " كليات الإعلام تغط في نوم عميق " وصف به واقع حقيقي وذكر ضرورة ذلك التعاون على الأقل حتى تتم عملية تطوير المناهج العلمية التي تحتاج إلى جانب عملي تطبيقي وتكون قادرة على مواكبة سوق العمل الحالي ، وبالأخص حالياً مع الثورة المعلوماتية ووجود الإعلام الاجتماعي فإنها قد تكون فرصة للمتخصصين بالإعلام للاستفادة المهنية من المؤسسات الإعلامية وزيارتها والتدرب بها فترة الدراسة . من ناحية أخرى يجب أن نشيد بدور بعض الأساتذة على تحفيز الطلاب ووجود بعض المتخصصين ممن يعملون على تهيئة الدارسين بشكل متطور وحديث، ونرى ذلك تحديداً بتويتر عندما يقوم أحدهم بمناقشة طالب أو نشر خبر عن فعالية إعلامية ودعوة الطلاب لها ومشاركتهم الحضور، ومناقشتهم ذلك بمحاضرته العلمية . كتب الأستاذ عبدالرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بتويتر عن اتفاقه مع أحد طلاب الإعلام الذي شكى له بأن هناك تجاهل كبير للطلاب المتخصصين وعدم دعوتهم للفعاليات الإعلامية ، واتفق مع رأيهما يفتقد المتخصصين بالإعلام دعم تلك المؤسسات لهم ودعوة الطالب للحضور والاستفادة إلا أنه ينبغي على الطلاب إدراك ذلك وعدم انتظار دعوات أو ماشابه فالطالب الباحث عن الفائدة والخبرة يستطيع أن يجدها ولن يقف أمامه شيء ، وهناك فرق كبير بين من يبحث عن الفائدة ومن ينتظرها أن تأتي له ..!