يشهد استاد الامير عبدالله الفيصل بجدة مساء اليوم (الخميس) مباراة الدور نصف النهائي لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم التي تجمع الاهلي والقادسية وتعتبر المباراة مصيرية لكلا الفريقين لكونهما يطمحان إلى بلوغ النهائي والتشرف بالسلام على راعي المباراة ولهذا فانهما يرفضان الخسارة وسيكون تفكيرهما منصبا على كيفية الخروج بالانتصار الذي بلاشك لن يتحقق بسهولة لأي منهما لاسيما في ظل المستويات الكبيرة التي قدماها في هذا الموسم، ومايزيد من صعوبة المباراة لكليهما انها لاتقبل انصاف الحلول ولامجال فيها للتعادل اذ يتوجب الموقف فوز احدهما مما يعني ان المباراة قد تمتد لشوطين اضافيين وربما يتم اللجوء لركلات الترجيح في نهاية المطاف. ولكن اذا نظرنا الى المباراة بعيدا عن الحسابات والظروف التي من خلالها يصعب على المتابع الرياضي التكهن بالنتيجة ولمن ستكون فان كفة الفريق الاهلاوي تعتبر الارجح من حيث الخبرة وعدد النجوم الدوليين فضلا عن عاملي الارض والجمهور الذي بدون ادنى شك سيكون له دور كبير ومؤثر ولكن مباريات الكؤوس لاتعترف بفريق كبير وآخر صغير وفريق مكتمل الصفوف والثاني يفتقد لعدد من النجوم وفريق سيطر على المباراة والآخر لعب مدافعا وانما تعترف من يستطيع استغلال الفرص امام مرمى وآخر. وكان الفريقان اللذان لم يلتقيا من قبل في المربع الذهبي قد تقابلا في الدور التمهيدي لمسابقة الدوري مرتين وتبادلا الفوز حيث كسب القادسية مباراة الذهاب على ملعبه 2/3 اما الاهلي فقد ثأر من تلك الخسارة ورد اعتباره بثلاثية نظيفة جعلته يحافظ على مركز الوصافة خلف الاتحاد. الاهلي وجاء تأهل الفريق الاهلاوي لهذا الدور مباشرة بعد تحقيقه المركز الثاني برصيد 47 نقطة جمعها من 22 مباراة حيث فاز في 15 وتعادل في اثنين وخسر في ثلاث. ويسعى الفريق الى بلوغ النهائي على غرار ما فعله اعوام 1996 و1999 و2000م والتي لم يوفق خلالها لانتزاع اللقب الذي مازالت خزينته تنتظره. وقد انهى الفريق استعداده للمباراة بشكل جيد حيث خضع اللاعبون لتمارين لياقية وفنية مكثفة صاحبها اقامة مباراة ودية امام حراء كسبها بخماسية نظيفة. ومن المرجح ان يعتمد المدرب ايليا على نفس العناصر التي شاركت في اللقاء السابق امام القادسية مع عودة طلال المشعل وحسين عبدالغني اللذين تغيبا عن تلك المباراة بداعي الايقاف. وينهج ايليا طريقه 1/4/5 التي تتحول تلقائيا الى 3/4/3 ويعول كثيرا على طلال المشعل ومحمد بركات وابراهيم السويد وحسين عبدالغني لحسم المباراة لاسيما انهم يجيدون الشق الهجومي ويشكلون قلقا لأي دفاع يواجهونه. ولكن رغم تلك القوة الهجومية الضاربة الا ان الفريق لن يندفع للهجوم وسيلعب بطريقة متوازنة دفاعا وهجوما. القادسية اما فريق القادسية فقد جاء تأهله لهذا الدور بعد احتلاله المركز الرابع في الدور التمهيدي برصيد 42 نقطة جمعها من 22 مباراة حيث فاز في 13 وتعادل في ثلاث وخسر في ست وعقب ذلك ازاح النصر بهدف دون مقابل في المباراة التي جمعت صاحبي المركزين الثالث والرابع. وقدم الفريق القدساوي في هذا الموسم مستويات مذهلة ونتائج اكثر من رائعة جعلت الكثير يراهن على مواصلته تلك العروض القوية خصوصا بعد ان اقصى النصر على ارضه وامام جماهيره رغم ان الترشيحات كانت تصب لمصلحة الاخير. ويضم الفريق الذي يقوده المدرب القدير التونسي احمد العجلاني مجموعة كبيرة من اللاعبين البارزين الذين اوجدوا لهم مكانا في قائمة الاخضر ومن هؤلاء اللاعبين سعود كريري وعبده حكمي وجابر الحقوي وياسر القحطاني وزكريا الهداف. ويدرك العجلاني قوة الفريق المقابل وهذا ما يجعله يلعب بطريقة دفاعية تعتمد على المراقبة اللصيقة لمفاتيح اللعب في الاهلي والاعتماد على الهجمات المضادة السريعة التي يجيدها لاعبوه لاسيما في ظل تواجد صالح السرحاني واديلتون بيريرا اللذين يمتازان بالسرعة. سعيد الودعاني