رفضت المحكمة الامريكية العليا دعوى اقامها علماء دين ومحامون واساتذة الجامعة ضد احتجاز المئات من الاسرى الذين سقطوا في ايدي القوات الامريكية في افغانستان في سجن حربي امريكي بقاعدة جوانتانامو بكوبا. ودون اي تعليق ايدت المحكمة الامريكية العليا حكم محكمة استئناف قضت بعدم الاختصاص والتي قالت ان هذه المجموعة التي تضم رجال دين ومحامين واساتذة جامعة لا يحق لها رفع الدعوى امام القضاء الامريكي باسم المحتجزين. وتحتجز السلطات الامريكية نحو675من اعضاء طالبان والقاعدة في قاعدة بحرية امريكية بخليج جوانتانامو بكوبا. وكانوا قد اسروا خلال الحرب التي قادتها أمريكا في افغانستان عقب الهجمات التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك يوم 11 سبتمبر2001 والقت الادارة الامريكية مسؤوليتها على تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وجاء في الدعوى ان الاحتجاز قائم بطريقة غير مشروعة حيث لا يعرف المحتجزون التهم المنسوبة اليهم ولا يسمح لهم بالاتصال بمحامين أو اسرهم وفي ذلك انتهاك للدستور الامريكي ومعاهدة جنيف. وتقول ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ووزارة العدل ان المحتجزين في جوانتانامو لا يتمتعون باي حقوق بموجب النظام القضائي الامريكي وان المجموعة التي رفعت الدعوى ليس لها الاهلية القانونية التي تكفل لها تمثيل المحتجزين. وحثت وزارة العدل الامريكية التي انتقدتها الجماعات المدافعة عن الحريات المدنية لمواقفها خلال الحرب ضد الارهاب المحكمة الامريكية العليا على رفض الدعوى. وكان قاض اتحادي في لوس انجليس ومحكمة الاستئناف في كاليفورنيا قد رفضا الدعوى. وقالت محكمة الاستئناف في حيثيات رفضها الدعوى ان اصحابها لا يمتون بصلة للمحتجزين. وحين ذاك استأنف المحامي ستيفن ياجمان ممثل اصحاب الدعوى الحكم امام المحكمة العليا قائلا ان من حق موكليه رفع الدعوى لان المحتجزين محرومون من حق الوصول الى المحاكم وان موكليه يمثلون مصالح المحتجزين. وقال المحامي ايضا ان قاضي لوس انجليس كان من اختصاصه نظر الدعوى لان القائمين على السجناء وهما الرئيس الامريكي جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد هما داخل اختصاص المحكمة. وفي قضية منفصلة قضت محكمة استئناف اتحادية في العاصمة واشنطن في مارس ان المحتجزين لا يحق لهم اللجوء الى المحاكم الامريكية للاعتراض على قانونية احتجازهم او ظروف الاحتجاز. ويعتزم محامو محتجزين كويتيين وبريطانيين واستراليين استئناف هذا الحكم امام المحكمة العليا. وعلى صعيد آخر من هذه المأساة كشف أسير باكستاني افرج عنه من قاعدة جوانتانامو ان معظم المحتجزين في المعسكر يعانون من اضطرابات عقلية. وقال شاه محمد (23عاما) الذي عاد الى قريته الاداند ديراي في اقليم دير على بعد حوالي عشرين كيلومترا عن الحدود مع افغانستان وولاية الحدود الشمالية الغربية الباكستانية ان معظم الاسرى في المعسكر لا يعرفون حتى اسم القاعدة. واضاف ان معظمهم في وضع نفسي سيىء ومصابون باضطرابات عقلية. وكانت السلطات الامريكية قد افرجت عن شاه محمد مع باكستانيين آخرين هما جيهان والي وصاحب زادة عثمان علي. وقد سلم الباكستانيون الثلاثة الى سلطات اسلام اباد في الثامن من مايو. وقال شاه محمد ان رفيقه في المعتقل جيهان والي لم يتكلم مع احد في الاشهر الثمانية الاخيرة. وكان شاه محمد يعمل خبازا عندما اعتقل مع حوالي ستة آلاف مجاهد باكستاني توجهوا الى افغانستان متأثرين بدعوات الائمة للدفاع عن حركة طالبان ضد الغزو الامريكي لافغانستان في اكتوبر2001. واوضح انه اسر في مدينة مزار الشريف شمال افغانستان من قبل قوات تحالف الشمال في نوفمبر2001 وسلم للقوات الامريكية التي نقلته مع آخرين لجوانتانامو. وروى محمدقبل ان نصعد في الطائرة قاموا بتقييد ايدينا وارجلنا ووضعوا اوراقا لاصقة على افواهنا وعصبوا اعيننا وسدوا آذاننا. وتابع بعد رحلة استمرت 18 ساعة في هذا الوضع تم القاؤنا في اقفاص مثل الحيوانات. وتابع انه لم يسمح للسجناء في الاشهر الاولى من التحدث الى بعضهم ومنع رفع الاذان لكنه اوضح ان سلطات المعتقل لم تمنعه من الصلاة. واكد شاه محمد ان حراسا امريكيين قاموا بتعذيب معتقلين باستمرار. وقال ان المعتقلين تعرضوا خلال اشهر عدة للتعذيب. وبعد ذلك وعلى اثر تدخل اللجنة الدولية للصليب الاحمر، اقتصرت جلسات التعذيب على الاستجواب والغي منع رفع الاذان وسمح للسجناء بالتحدث الى بعضهم. وتابع عندما انتهى التحقيق واثبتت براءتنا اصبحنا نلقى معاملة جيدة وقدموا لنا غذاء جيدا وامتيازات اخرى. ويعتزم محمد ملاحقة الحكومة الامريكية قضائيا. وقال ان الحكومة الامريكية سجنتني بدون اي دليل او تبرير 18 شهرا ويجب ان تدفع لي تعويضات على حرماني من حريتي. وبين 650 معتقلا في جوانتانامو من اربعين بلدا و54 باكستانيا آخرين. ورفضت الولاياتالمتحدة اعتبارهم اسرى حرب ولم توجه لهم اي تهمة رسميا ورفضت السماح لهم بلقاء محامين او استقبال زوار.