قتل ثمانية فلسطينيين بينهم ستة مقاتلين في حركة فتح التي يتزعمها ياسر عرفات وجرح 25 أمس في اشتباكات عنيفة وقعت بعد ظهر أمس بين حركة فتح وفلسطينيين اصوليين في مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في في لبنان، حسبما أفادت مصادر محلية وطبية وشهود عيان. واكدت المصادر ان المقاتلين الستة قتلوا في تبادل لاطلاق النار بالاسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع انصار ما يسمى عصبة النور التي يقودها عبدالله الشريدي الذي اصيب يوم السبت بنيران فتح في كمين نجا منه. وعصبة النور منشقة عن عصبة الانصار التي تتهمها واشنطن بالارهاب. وقتل عضو في عصبة النور ومدني في اشتباكات امس الاثنين التي اندلعت صباحا وهدأت مع المساء بعد توجيه نداءات من وجهاء المخيم حيث يعيش 65 الف فلسطيني. واصيب 25 شخصا، معظمهم من المدنيين، في تبادل اطلاق النار الذي أدى منذ ساعاته الأولى الى نزوح مئات العائلات من المخيم خوفا من توسعها نظرا لشراسة مقاتلي عصبة النور. وقال مسؤول في المخيم ان المواجهات اندلعت عندما فتح نحو 200 من المقاتلين الاصوليين من مواقعهم النار على مكاتب ومقار حركة فتح في المخيم. وهي مواجهة أعقبت كمين السبت الذي نصب لزعيم عصابة النور في محاولة من فتح لاستئصالهم من عين الحلوة. ومن المفارقات، قتل فرد آخر من عائلة الشريدي لكنه ينتمي لحركة فتح وذلك بنيران العصبة. ونقل عن مسؤول فلسطيني مستقل أنه بعد محاولة اغتيال قائد عصبة النور من قبل عناصر فتح، اعاد الاصوليون تنظيم صفوفهم وشنوا هجوما مضادا لكي يثبتوا لمناصري عرفات بانهم ليسوا هدفا سهلا وانهم سيتصدون لمحاولات طردهم من عين الحلوة. وقال مسؤول موال لعرفات أن اصوليي عصبة الانصار وعصبة النور وآخرين توحدوا ضد فتح التي تهيمن على المخيم. وبحسب ممثل حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين فإن الشريدي قتل سبعة من عناصر فتح واربعة مدنيين في المخيم في السنوات الاخيرة. وقال: سلوكه الحافل بالعمليات الاجرامية وبترويع المخيم ومحاولته اخذ المخيم كرهينة يدفعنا ويلزمنا ان نقرر مصيره لانه لم يترك لنا خيارات اخرى، واضاف: سواء نجا او قتل، قرارنا واضح، لا مكان له في المخيم. وعصبة النور متهمة بانها ساعدت اصوليين لبنانيين قاتلوا الجيش اللبناني لا سيما في شمال لبنان في مطلع العام 2000 وتستفيد من دعم الاوساط الاصولية اللبنانية في صيدا. وقام انصار عبد الله الشريدي (30 عاما) امس الأول باجلاء زعيمهم الذي خضع لعملية استئصال لاحدى كليتيه في مستشفى بالمخيم، الى مستوصف يقع في احد معاقلهم الثلاثة في عين الحلوة. ولا يتدخل الجيش اللبناني المنتشر في محيط عين الحلوة، في المخيم، لأسباب تاريخية تعود الى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.