حذر الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي, الامين العام لرابطة العالم الاسلامي, وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الفئات التي استهوت الاعمال الارهابية من المسلمين من الحساب الالهي يوم القيامة, ووصف العمليات التي نفذها ارهابيون تحت اجنحة الظلام في الرياض بانها عمليات اجرامية, ووصف اصحابها بانهم ارتكبوا جريمة مزدوجة, حيث انهم في حكم الشريعة منتحرون وقتلة. وقال د. التركي في تصريح عاجل: ان العمليات الارهابية التي استهدفت ثلاثة مبان في الرياض, بينها مبنى مدني, ومبنى للحرس الوطني السعودي, هي من اعمال الغدر المحرم والفساد في الارض, وتساءل معاليه: هل يمكن اعتبار الغدر من صفات المسلم؟ وقال: ان ابناء شعبنا يتساءلون: كيف ينتحر المسلم وقد حرم الله الانتحار مثلما حرم قتل النفس الانسانية بغير حق؟ وتحدث معاليه عن حرمة قتل الانسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى, وقال: لقد اقتضى هذا التكريم تحريم ايذاء الادمي والاعتداء عليه والاقتصاص منه او قتله دون سبب وبلا حق مهما كان لونه او جنسه او دينه: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) (الاسراء: 33) وبين ان ما يقوم به الارهابيون القتلة هو من نوع البغي والفساد في الارض, مشيرا الى ان الاسلام شنع على الذين يؤذون الناس في ارجاء الارض: (واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) (البقرة: 205 - 206). وقال د. التركي: ان هذه الادلة تؤكد تحريم هذه الاعمال سواء قام بها افراد او مجموعات من المسلمين او من غيرهم, وقد حدد الشرع الاسلامي عقوبات ضمانا لحماية الانسان من كل اعتداء عليه. وبين ان اعمال الارهاب لاتفرق في القتل بين مسلم وغيره, وقال: ان الارهاب ازهق ارواح كثير من المسلمين بينهم شيوخ واطفال ونساء, موضحا حرمة هذا الاجرام لانه من القتل العمد, وبين د. التركي ان الاسلام حرم قتل غير المسلم الذي يعيش في ديار المسلمين: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة) رواه البخاري واحمد وابن ماجة. وتأكيدا لحرمة قتل المسلم لغير المسلم ضرب الله سبحانه وتعالى المثل ببني اسرائيل, وقرر لنا نحن المسلمين: (انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا) (المائدة: 32). وهكذا يتضح ان جريمة قتل النفس الواحدة تعادل في منظور الاسلام في بشاعتها قتل جميع الناس, سواء كان القتل للمسلم او لغيره بغير الحق الذي يملكه الامام المسؤول, لا الافراد او المجموعات. واكد ان المملكة العربية السعودية بلد الاسلام الاولى, والدولة التي تطبق شرع الله, وتحتكم الى كتاب الله وسنة نبيه لن ينال منها ومن امنها واستقرارها هذا العمل الارعن الذي يصب في خانة اعداء الله واعداء المسلمين, واننا على ثقة بان الجهات الامنية ستصل الى الايدي المجرمة ومن وراءها, وانها ستتعامل مع هذا البلاء بحزم, وان شعب المملكة المسلم يقف مع دولته وولاة امره في مكافحة هذه الفتن, وان العالم الاسلامي يشجب هذه الاعمال, ويدعو المسلمين الى الحذر من عواقبها الوخيمة, وسأل الدكتور التركي الله ان يحمي بلاد المسلمين عامة, وبلاد الحرمين خاصة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.